ايات من القرأن الكريم

وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ

الآية رقم 46

من سورة المدّثر

17 / 08 / 2014

أريد أنْ أعرف كيف تصلى صلاة الاستخارة ؟ وما هو الدعاء الذي يقال فيها تفصيلياً ؟...

السؤال :

السلام عليكم أريد أنْ أعرف كيف تصلى صلاة الاستخارة ؟ وما هو الدعاء الذي يقال فيها تفصيلياً ؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عندما يريد المسلم أو المسلمة الإقدام على أمر مهم كصفقة تجارة أو خطبة امرأة أو أي مشروع ديني أو دنيوي من غير الواجبات الشرعية والمعاصي؛ فإنه يستحب له فعل أمور هي:

أولا: أن يتفكر في عواقب ما يقدم علية دنيويا وأخرويًا ويفكر في الموضوع مليا، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الحكمة والكياسة والحكمة فقال (الْكَيِّسُ من دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ من أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى على اللَّهِ) أخرجه الترمذي 4/638، حديث رقم 2459 وقال عنه: حَدِيثٌ حَسَنٌ، وابن ماجه 2/1423، حديث رقم4260.

ثانيا: استشارة الأمناء؛ فإذا غلب على نفس المسلم أن يقدم على العمل فعليه أن يشاور المقربين الأمناء من أهل وأصحاب من الأخيار وذوي الخبرة لقوله تعالى {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} وقوله {وَشَاوِرْهُمْ في الْأَمْرِ} لأن الشورى مادة تربوية أساس في بناء شخصية المسلم، وهي في كل الأمور الحياتية،فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو المستغني عن المشاورة بالوحي يقال له شاور فأنْ يَستن بذلك غيره من باب أولى.

وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال (ما شقي عبد قط بمشورة، وما سعد باستغناء برأي) مسند الشهاب 2/6، باب ما شقي عبد قط بمشورة، حديث رقم 773.

ثالثًا: استخارة الله؛ فمِن الصلوات الْمَنْدُوبة “صَلَاةُ الِاسْتِخَارَةِ” وهي تكون لأمر في المستقبل ليظهر الله تعالى خير الأمرين، ومعناها: أني أطلب منك يا ربي الخيرَّ فيما هممت به، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة منها (من سَعَادَةِ ابن آدَمَ اسْتِخَارَتُهُ اللَّهَ، وَمِنْ سَعَادَةِ ابن آدَمَ رِضَاهُ بِمَا قَضَاهُ الله، وَمِنْ شِقْوَةِ ابن آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ اللَّهِ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابن آدَمَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَى الله عز وجل) مسند أحمد بن حنبل 1/168، حديث رقم1444.

وهي ركعتان نافلة لا تحصل بوقوع الدعاء بعد صلاة الفريضة لتقييد ذلك في النص بغير الفريضة، وقد بينت كيفيتها السُّنَّةُ، فَعَنْ جَابِر قال: كان رسول اللَّهِ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الْأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ من الْقُرْآنِ يقول (إذَا هَمَّ أحدكم بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ من غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُك بِعِلْمِك وَأَسْتَقْدِرُك بِقُدْرَتِك وَأَسْأَلُك من فَضْلِك الْعَظِيمِ فَإِنَّك تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْت تَعْلَمُ أَنَّ هذا الْأَمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أو قال عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فاقدره لي وَيَسِّرْهُ لي ثُمَّ بَارِكْ فيه، وَإِنْ كُنْت تَعْلَمُ أَنَّ هذا الْأَمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أو قال –عَاجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عنه وَاقَدِّرْ لي الْخَيْرَ حَيْثُ كان ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ) ويسمي حَاجَتَهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ

واهتمامه صلى الله عليه وسلم بتعليم الاستخارة كتعليم السورة من القرآن دليلٌ على أهميتها. وقوله: اللهم إني أستخيرك أي أطلب منك تحصيل خير الأمرين لي.

ومعنى فاقدره: هيئه لي، وقوله: أو قال عاجل أمري شكٌ من الراوي، وينبغي أن يجمع بينهما فيقول وعاقبة أمري وعاجله وآجله. وقوله: يسمي حَاجَتَهُ؛ أي يقول بعد الدعاء وهي كذا وكذا.

ويستحب افتتاح الدعاء المذكور بحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستخارة تندب في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها، أما ما هو معروف خيره كالعبادات وصنائع المعروف؛ وما هو معروف شره كالمعاصي والمنكرات فلا حاجة إلى الاستخارة فيها، ويمضي بعد الاستخارة لما ينشرح له صدره انشراحا خاليا عن هوى النفس، ولا يشترط فيها رؤيا معينة.

 

 

 

د. عبد الستار عبد الجبار

عضو المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء

للدعوة والإفتاء

 


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه