16 / 11 / 2014

آثار الحج في حياة المسلم

الشيخ : عمر علي

للحج آثار عظيمة على المجتمع المسلم في عقيدته ووحدته واقتصاده وجميع شؤون حياته ومن أبرز آثاره في حياة المسلم ما يأتي:

  • تجديد ذكر الله :

من آثار الحج في حياة المسلم الذي يؤدي فريضته أنه يقوي صلة المحبة بينه وبين خالقه ، وذلك عن طريق شعار الحج المعلن . لبيك اللهم لبيك ، التي معناها اجابة وفيها يجدد المسلم ذكر الله في مواقع ومواقف متعددة ، يصحب ذلك خشوع وخضوع للخالق البارئ – سبحانه وتعالى – والمسلم بهذه التلبية يطرح كل شواغل الحياة وصوارفها التي تمنعه من القرب من خالقه طاعة وامتثالاً وخشوعاً وخضوعاً وتذللاً وإجلالاً . لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك …

  • الحج تدريب عملي للحاج على الصبر والطاعة :

من آثار الحج في حياة المسلم الذي يؤدي هذه الفريضة أنه يتدرب عملياً على الصبر بكل أنواعه : الصبر على مشقة الطاعة ، والصبر عما حرم الله ، والصبر على ما يصيب الحاج من المشقة ، والجهد والعنت ، وفقد المال وبعد الأهل والأحباب . وبهذا يتهيأ المسلم لمنازلة الأعداء وهو قوي الجانب ثابت الجنان لا يدخل الخوف إلى قلبه ولا يتسرب الهلع إلى نفسه لأن الإخلاص ملأ عليه سمعه وبصره فلا يصدر عنه إلا السمع والطاعة .

  • وصل حاضر الأمة بماضيها :

من آثار الحج الظاهرة أنه يصل حاضر الأمة الإسلامية بماضيهاويربط الجيل الحاضر بالجيل الأول ، وتاريخ البيت العتيق ضارب في أعماق الزمن منذ أن دعا أبونا إبراهيم – عليه السلام – وأرسل نداءه الخالد على مر الزمن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها : ((وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)) (سورة الحج : 27) .

  • سقوط الشعارات الزائفة :

من آثار الحج سقوط الشعارات الزائفة التي تجعل التفاضل بين الناس حسب أجناسهم وألوانهم ومكانتهم في الدنيا . ففي الحج تذوب تلك الفوارق ، بل تسقط فتتحقق المساواة بين المسلمين بالرغم من اختلاف أجناسهم وألوانهم وتباين ألسنتهم وتباعد بلادهم ، فالجميع من آدم وآدم من تراب ، يقول الله تعالى : ((وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) (سورة الحجرات : 13) .

  • توحيد كلمة المسلمين :

من آثار الحج في حياة أمة الإسلام توحيد كلمة المسلمين وجمع شملهم تحت راية التوحيد ، شعارهم المعلن في التلبية . وما ذاقت الأمة من ويلات وحروب واستعمار وتخلف إلا بسبب تفرقها وتمزقها ، والحج فرصة ، وأيما فرصة للم الشمل وتوحيد الصف والوقوف بوجه العدو تحقيقاً لأمر الله تعالى : ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا )) ( سورة آل عمران : 103)

  • الحج نقطة تحول في حياة الحاج :

يزداد به خيراً وتقوى وصلاحاً ، ولذا أشار القرآن الكريم إلى أنه ينبغي للحاج ألا ينسى مواقفه المتضرعة الى الله في الحج وأن يستمر في تعلقه بربه وإنابته له بقوله تعالى : (( فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً)) (سورة البقرة : 200)

  • نيل رضوان الله ومغفرته :

من آثار الحج في حياة المسلم الحاج أنه يرجع إلى بلده بإذن الله نقياً من الذنوب ؛ لأنه تعرض لمغفرة الله ورضوانه ووقف مع من وقف في بابه يدعو ويرجو راغباً راهباً ، وقد وعد الله من حج ولم يرفث ولم يفسق بالمغفرة والرضوان جاء ذلك على لسان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في الحديث الذي يرويه أبو هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )) صحيح البخاري .


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه