08 / 04 / 2014

أمة المحنة هي أمة المنحة..

بقلم : د. خالد عصام خليل

        مازالت صور الآلام  والجروح  والدماء لا تغادر قاموس افكارنا ….. قتل واعتقالات… تكذيب وتشريد وآهاتٍ ، كلها محن ، هي رسالة قد تجدوها تشاؤمية ، لكني أراها من جهة أخرى ايجابية ، لأننا أمة المنح ، فنحن تلك الأمة الشاهدة للأنبياء والرسل والمشهود عليها من رسول الله  صلى الله عليه وسلم، أمة خصة بخصيصة لم يختص بها أحد من قبلها ،(( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ )) البقرة: ١٤٣ ،

  فمثل هذه الأمة كان عليها ان تخرج الى العالم الأخروي بأبهى صورة ليس عليها شائبة ، لهذا خلقنا ، منذ اعطينا هذه الأرض ، وهذا الوجود وهذه الحياة ، وثمة من الأعماق البعيدة ، نداء لا يفتأ يتردد ويهيب ، ان واصلوا السير دوماً ، وارفعوا مراسليكم وابحروا  ، سرنا مع القدر ومع الحظ ومع الذكاء ، زاملنا اليأس ، وزاملنا الرخاء ، ذقنا حرارة الإخفاق ، وحلاوة الظفر ، عشنا على السفوح وتذرينا القمم ، وواجهنا الفجائع، وعانقنا المباهج، وسرنا على الشوك حفاة وعانينا الصقيع عراة ، وفي كل هذا وذاك كانت راية الاقدام تخفق عالية ، عالية ….. معلنة وجود قافلة تحتدم شوقاً وتتحزم رغبةً وتتفجر، عناء وذكاءً وعزماً ، فالمحنة تصقل العقول والقلوب والأجساد ، لذا سأقف معك ايها القارئ بإيجابية مع المحن ،

اولاً: انها الكاشفة لنا حقيقة أفراد هذه الأمة ، وكيف هو حالهم قلباً وفكراً ونفساً.

ثانياً: انها الفاضحة لنا من كنا مخدوعين بهم .

ثالثاً: انها المحفزة لعقولنا كي نفكر كيف نخطط وندرس ونحقق النصر من خلال المحنة.

رابعاً: انها الصقالة للقلوب للرجوع بها الى خالقها منيبين اليه معترفين بفضله بتقديره وسعته.

خامساً: إنها الغاسلة للعيون بالدموع ، وقد قيل الدموع هي عنوان صفاء للنفوس .

سادساً: إنها الصانعة للرجال والنساء واقول : ((اعطني رجالاً ونساء مخلصين مصلحين أعطك حضارة)).

سابعاً: إنها النابضة بدماء جديدة من أجل أمة ناصحة مصلحة انسانية .

ثامناً: إنها الجنة ان صبرنا واحتسبنا: (( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )) العنكبوت: ٢  فلا تحزنوا فإننا في خيرٍ دوماً ما دُمنا سنحقق المستفاد من تلك المحن ،  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ فَشَكَرَ كَانَ لَهُ خَيْرٌ، وَإِنْ أَصَابَهُ شَرٌّ فَصَبَرَ كَانَ لَهُ خَيْرٌ»  واعظم ما فينا واروع خصائصنا المحنة ومن بعدها المنحة .


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه