07 / 05 / 2014

الإرهاب الإداري

د. صديق عبد الكريم محمود

عافاك الله – تعالى – بعفوه يا صديقي الموظف من ان يُسَلط عليك مسؤولاً يحس بعقدة نقص؛ لأنه سوف يريك نجوم الليل في غرة الضحى. فإن تأخرت غضب ، وان أخطأت استشاط وزمجر ، وإن طلبت حقاً قال لك اتعبتنا بطلباتك.

أما إذا اعترضت على أمر اصدره أو رأي أبداه فالويل كل الويل ؛ لأنه سيتهمك بمخالفة الأوامر والتمرد والتحريض ، وربما هذه الأمور كلها لم تخطر ببالك عند الاعتراض، ولكن هذا المريض نفسياً يريد جعل كل شيء يسير حسب هواه .

كل كلامه أوامر وكل إشاراته نواهٍ لا يبدي الشكر لموظف ولا يعرف للطيبة سبيلاً كل همه هو إرضاء عقده النفسية المبتلى بها ، التي ابتلي بها الموظفون ؛ لأن القدر صيّره مسؤولاً عليهم.

قاموس كلامه اليومي، العقوبة، والنقل، والفصل لا وجود للتسامح عنده، سوداوي المزاج ينظر الى قطرة الندى على ورقة زهرة جميلة فيتصورها دمعة على أخدود الزمن.

تيبست مفاصل الفرحة عنده ونَضُب الحب من قلبه وصُفدت عواطفه الحلوة فلا شيء عنده إلاّ الاحتقار للآخر، اما الموظف المسكين المبتلى بهذا المسؤول فليس له إلاّ التحوقل بالله والتعوذل من الشيطان وانتظار قدر يأخذ هذا المسؤول وأمثاله الى بئس المصير.

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه