30 / 12 / 2014

الحشمةُ والستر تتعارض و آخر صيحات الموضة

د . عبد الصمد الراوي

قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (( صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))

حينما نســير في شوارع بلدنـا الحبيب نرى العجب العجاب من لباس فتياتنـــا الشابات يعتمد بالدرجة الأولى على الإغـراء . ولا أظن أن هنالك أيَّ هدف آخـر منه . فكـل الأديان وكل المذاهب تدعو للحشمة والستر ، فديننا الحنيف يأمر بالحشمة والستر في سائر أحوال الحياة ، للرجل والمرأة ، ولمّا كانت الركيزة على المرأة كونها أساس المجتمع ومربية الجيل، كانت غرس الستر والعفاف فيها أقوى . تعاني المرأة المسلمة في هذا العصر مشكلة التبعية العمياء والتقليد للغرب في اللباس بحثا عن التقدم أوالعز أوالتطور وقد تاهت الكثيرات في البحث عنها حتى ذهبوا بعيدا عن مبتغاهم نابذين دينهم وعقولهم وعاداتهم وأعرافهم وحياءهم خلف ظهورهم راكضين إلى المجهول إلى آخر الصيحات والموضات.
لقد دفعني لإختيار هذا الموضوع اهتمامي بمثل هذه القضية وتحسري وتألمي عندما أرى فتاة الإسلام المصونة الغالية الحيية العفيفة التي تربت منذ نعومة أظفارها على الستر والاحتشام وإذا بها وقد بدلت نعمت الله كفرا وجحودا فاستبدلت بنعمة الستر والاحتشام التبرج و التعري . لباسها الطويل الساتر قد تقلصَّ وصغر حتى شارف على ابداء سوءتها . ولباسها الواسع قد ضاق حتى أثر على مشيتها وراحتها أما الأكمام فقد اندثر اسمها عند البعض فإذا رأيت المسلمة والكافرة في مكان ما لاتعرف أين المسلمة من الكافرة  .
ها هي مرحلة الموضة واللباس تتكاثر وتنتشر انتشار الهشيم في الحطب . والشيطان وأعوانه قد وصلوا شوطاً كبيراً في خطواتهم المتسارعة فمن يسبق من ؟ البنطال الضيق، التنورة الضيقة والشفافة ؟ والمفتوح إلى الساق أو الفخذ ؟ إلى آخر التصاميم الشيطانية التي سرعان ماتنتشر بشكل غريب ، وملفت للناظر فلا يمر عليها أقل من عام إلا وهي موجوده في معظم القرى فضلا عن المدن . والله المستعان  .
لا أخفي دائما الدهشة والتعجب الذي أصابني عندما أمررت شريط الذكريات فربطت ماضٍ لي مايقارب عشر سنوات بحاضري فماذا أرى ؟
تغيرُّ قويُّ وملاحظ في لباس فتيات المسلمين إلى الأسوأ وتغير أقوى في البضائع الموجودة في الأسواق ، بعد أن كانت الواحدة تبحث عن بنطال و لا تجده في السوق وقد تجده مخفيا خلف الملابس ! و عندما تبحث الفتاة اليوم عن لباس ساتر لاتجده وقد تجده مختفيا بين ملابس العري قطع معدودة إن ستر جهة تعرت جهة أخرى !
إن موضوع لباس المرأة والتبعية والتغريب الذي لحقه لموضوع جدير بأن تعرف أسبابه ومظاهره وآثاره وكيفية الحد منه والتأكيد على ارتباط موضوع اللباس بجميع النواحي سواء الدينية أم الإقتصادية أم الإجتماعية أم الصحية أم غيرها مما يجعله موضوعا مهما لابد من تسليط الضوء عليه وتحليل الموضوع سلبا وايجابا للخروج بنتيجة علمية مقنعة من جميع النواحي .

  • ارفعي مُعدَّل إيمانكِ بالإكثار من الأعمال الصالحة، فالأعمال الصالحة هي الماء الذي يسقي نبتةالحياء  في قلبكِ ، فتكبُر وتقوى وتُصبِح شجرة عظيمة عندها ستزهدين بأجمل الملابس إن كانت لا ترضي الله، ولن تفكري بجمالها بل ستفكرين في أبواب السيئات التي ستفتحها عليكِ.
  • انتشار الملابس العارية في الأسواق ليس مُبرِّرًا لشرائها فلا حاجة لكِ في لبس ما لم تقتنعي به لمجرَّد أنه الموجود في السوق هذا خطأ. إن أسوأُ هزيمةٌ هي هزيمةُ المبادئ ومن تركت شيئًا لله عوضها الله خيرًا منه .
  • اثبتي على تعاليم دِينكِ واصبري عليها، إن ثباتكِ على دينكِ ومبادئكِ الإسلامية دليل على إيمانكِ وحُسنِ توكُلكِ على الله عز وجل ، ويدل على قوةِ نفسكِ ورَباطة جأشكِ ، ولا ينتشر الحق ويزهق الباطل إلا بالثبات على الحق، والثبات يعني حب العقيدة والصبر عليها وعلى تكاليفها حتى الممات، والثبات يُكسِبكِ القوة في مواجهة الباطل أختي العزيزة اختاري الصديقات الصالحات المحافظات ، ولا تخالطي صاحبات التعرِّي ، لأن التماثل والتشابه في اللباس المحتشم بينكن سيعينكِ على الثبات ، وتقليل شعوركِ بالغربة بين الكاسيات العاريات، سيُحفِّزكِ ذلك كثيراً .
  • كوني قوية الشخصية ، قوية الإرادة، فلا يفرض أحد عليكِ ما تلبسينه مما لا يُرضي ربَّكِ، ولا يناسب شخصيتكِ السوية الراقية .. لا تكوني إمَّعةً لشياطين الإنس تُقلِّدينهم في المعاصي وتذوب شخصيتكِ فيهم، أين شخصيتكِ القوية واعتزازكِ بقناعاتكِ؟ لا بد أن تبرز هنا.
  • ساعدي نفسكِ على التغيير للأفضل، فإن لم تفعلي فلا تنتظري أن يأتي شخص ما ليغيركِ.. بادري يا أختي فنفسكِ تستحق التغيير للأفضل لتنعمي برضى الرحمن والفوز بالجنان.
  • الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر من : الوالدين، الإخوة، الأقارب، الصديقات، المجتمع. فلو أن كل فتاة لبست العاري وجدت ثلاث نساء ينصحنها في أي مكان تذهب إليه لامتنعت عن هذا اللباس، إن لم يكن خشية لله وحياءً منه، فهو خشية من كلام الناس ولومهم.

X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه