السدل في الصلاة
السؤال:
السلام عليكم
أعمل في شركة , في وقت الصلاة أصلي واضعا السترة(Jacket) على كتفي , أحد الزملاء في العمل عندما يشاهدني واضعا السترة على كتفي أثناء الصلاة يقول لي : عندنا في الفقه الحنفي هذا يعتبر من لباس الشهرة و فيه كراهة تنزيه,هل ما يقوله صحيح و دمتم ؟
الجواب:
في الصلاة أصلي واضعا السِترة على كتفي, أحد الزملاء يقول لي: هذا في الفقه الحنفي من لباس الشهرة وفيه كراهة تنزيه, هل ما يقوله صحيح؟
ورد عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه )نهى عن السَّدْلِ في الصَّلاةِ(([1]) ومعنى السدل؛ أَنْ يُلْقِيَ الثوب على رَأْسِهِ وَيُرْخِيَهُ على مَنْكِبَيْهِ دون أن يدخل يديه في الكمين.
وعلل البعض هذا النهي بِأَنَّهُ صَنِيعُ أَهْلِ الْكِتَابِ، أو للتكبر وكلاهما مكروه.
والسَّدْلَ يَصْدُقُ على أَنْ يَكُونَ بوضع الْمِنْدِيل (الغترة) مُرْسَلا من كَتِفَيْهِ كما يَعْتَادُهُ كَثِيرٌ، فَيَنْبَغِي لِمَنْ على عُنُقِهِ مِنْدِيلٌ أَنْ يَضَعَهُ عِنْدَ الصَّلاةِ وَيَصْدُقُ أَيْضًا على لُبْسِ العباءة من غَيْرِ إدْخَالِ الْيَدَيْنِ في كُمَّيْهِ
والشَّدَّ بـ(اللفاف) الذي يُعْتَادُ وَضْعُهُ على الْكَتِفَيْنِ إذَا أَرْسَلَ طَرَفًا على صَدْرِهِ وَطَرَفًا على ظَهْرِهِ لا يَخْرُجُ عن الكراهة.
والْكَرَاهِيَةِ للسدل في الصلاة فقط، أما خارجها فلا يُكْرَهُ ذلك.
والأقرب للكراهة هنا تحمل على التحريمية وليست التنزيهية؛ لأن صيغة الحديث نهي ظني يفيد الكراهة التحريمية كما يقول علماء الأصول.
([1]) أخرجه أبو داود 1/174، بَاب ما جاء في السَّدْلِ في الصَّلَاةِ، برقم 643 والترمذي 2/217 بَاب ما جاء في كَرَاهِيَةِ السَّدْلِ في الصَّلَاةِ، برقم 378
الشيخ الدكتور عبد الستار عبد الجبار
عضو الهيئة العليا للمجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والافتاء
نائب رئيس مجلس علماء العراق