الشباب يضعونها في أولويات سلم الزواج . مواصفات الزوجة العصرية … موظفة...

تحقيق : غزوان ستار – زينب مهدي

شرعاً وقانوناً الراتب من حق الزوجة ولا يحق للزوج التصرف به .

انتشار ظاهرة زواج كبار السن والزوجة الثانية .

لم تعد معايير الجمال ، التعليم ، الثقافة …. هي المقاييس الرئيسة عند الشاب العراقي ، للارتباط بفتاة أحلامه وشريكة حياته المستقبلية ، لكن  الظروف الاقتصادية الصعبة المحيطة بالشباب دفعت الكثيرين منهم إلى الإقبال وبشكل لافت للزواج من نساء حاصلات على وظيفة حتى وان كانت تكبره في العمر وذلك من اجل توفير حياة كريمة يتشارك بها الطرفان .

الراتب من حق الزوجة

التقينا بالموظفة سما والتي ترى بان كثيرا من الشباب حاليا قد اصبحوا انتهازيين فهم لا يرغبون بالاعتماد  على انفسهم لذلك تراهم يرغبون بالزواج من موظفة طمعا في راتبها او مالها ، ويعتبرونها مصدر دخل ثابت يرفع عن كاهلهم الكثير من الاعباء ، وهم يجبرون الزوجة على المشاركة في كافة مصروفات المنزل ، قد وجهت سؤالاً حول أحقية الزوج في التصرف براتب زوجته الموظفة ، وبدورنا وجهنا  هذا السؤال إلى ذوي الاختصاص ، فقد أجاب أستاذ القانون والفقه الجنائي في الجامعة العراقية / كلية القانون الدكتور محسن الجميلي عن أن المرأة ليست مكلفة بالصرف على الزوج والبيت أيضا وهو من الناحية الشرعية خاص لها ولا يجوز للزوج التصرف به ، ولكن من باب العطف والألفة والمحبة وبعد حصول رضا من قبل الزوجة فمن الممكن إن يتعاون الطرفان إي الزوج والزوجة في سد تكاليف المعيشة الصعبة سواء من إيجار البيت الذي يسكنون فيه أو مصروفات الأسرة والطعام وغيرها من الاحتياجات .

ويضيف بأن لجوء الشباب بالزواج من موظفات يرجع سببه إما إلى عدم وجود راتب للزوج أوحتى وأن وجد فهو لا يكفي  لسد متطلبات الحياة الأساسية فبالتالي يكون أمام الزوج حلين لا غيرهما ، فالأول يقضي بالعزوف عن الزواج إلى فترة غير معلومة ، إما الثاني فبالزواج من امرأة موظفة لكي يتقاسم الطرفان أمور الحياة ولكن على حساب عدم التكافؤ مما سبب بحالات طلاق كثيرة .

       أما أستاذ مادة العقيدة وعلم الكلام الدكتور خالد السامرائي فقد أوضح بهذا الأمر قائلا : ان الإسلام قد جعل أمور الإنفاق سواء من توفير سكن وطعام وشراب وملابس كلها على الزوج وليست على الزوجة حتى وان كانت موظفة وتتقاضى نفس راتبه وبذلك قال الله تعالى ( الرجال قوامون على النساء ) ، وكلمة ( قوامون ) تشير إلى التفضيل المادي والجسمي للرجل على المرأة وليس من حقه إجبار الزوجة على دفع جزء من راتبها أو تجارتها أو مال أبيها الذي ورثته .

أما بالنسبة عن سؤالنا حول إقبال الشباب على الزواج من موظفات ، أوضح السامرائي بان إذا كان غرض الشباب في الزواج من موظفات هو من باب التثقيف العلمي فلا بأس في ذلك ، أما أذا كان الزواج منها طمعا براتبها أو ثروتها فهذا شرعا لا يجوز لأنها تعتبر دناءة نفس والإنسان يعز بنفسه بان يطلب الدنيئة حتى ولو أصبح أعزب طول العمر .

تعدد الزوجات

ويرى مختصون أن ظاهرة ارتباط الشباب بموظفات بدت حالة جديدة على المجتمع العراقي أخذت تبرز بشكل كبير بعد عام 2003 ، في ظل ارتفاع نسبة تعيين النساء في دوائر الدولة ، حيث ذكر الباحث الاجتماعي احمد إياد بان الوضع الاقتصادي الذي يعيشه الشاب من عدم الاستقرار ماديا وارتفاع في أجور المنازل وكذلك غلاء المعيشة دفعهم إلى الإقبال على الزواج من نساء موظفات  سواء كزوجة أولى أو ثانية حتى وان كانت تكبره في السن والتي بدت هي الأخرى ظاهرة تنتشر وبشكل كبير في الأوساط المجتمعية وذلك بهدف الاستفادة من راتبها الذي تتقاضاه .

مشيراً بان هذه الظاهرة من الناحية النفسية لها أثار سلبية تتمثل في عدم وجود تكافؤ بين الطرفين مما يؤدي إلى عدم قدرة الزوج على العيش مع شريكة حياته إلى أمد طويل لأنه قد يكتشف بأنه قد تسرع في الاختيار أو فضل الجانب المادي على الجوانب الأخرى أو فارق العمر الموجود بين الطرفين بالنسبة إلى الزواج من نساء تكبرهم في السن مما يؤدي بالعلاقة الزوجية في نهاية المطاف إلى الفشل ثم  يكون الطلاق من نصيبهم ، إما بالنسبة إلى الآثار الايجابية فان هكذا زيجات تقلل أو تحد من ظاهرة العنوسة المنتشرة في البلاد خصوصاً مع وجود نسب تشير إلى زيادة كبيرة في عدد الغير متزوجات من النساء .

 يفضلونها موظفة

استطلعنا خلال تجوالنا آراء الكثير من الشباب وتوجهنا لهم بالسؤال حول مواصفات زوجتك المستقبلية ، حيث أكد شهاب احمد بأنه يفضل الزواج من موظفة لأنها تكون متعلمة ومثقفة ومدركة لأمور الحياة مما يسهل التفاهم معها .

       وأضاف بان هذا الزواج سوف يساعدني كثيرا في تربية الأبناء ورعايتهم من كل جانب .

إما ياسين خالد فقد وافق في رأيه (شهاب) قائلا: إنني أفضل الزواج من موظفة لان ذلك يضمن لأولادنا مستوى ثقافياً مشتركاً بيني وبينها ، على خلاف الغير متعلمة فقد يكتسبون صفاتي فقط ، فضلا عن راتبها الذي قد يساعدني كثيرا على سد متطلبات الحياة العامة .

وأوضح أثير رضا بأن الظروف المعيشية وارتفاع ( إيجارات)  العقارات هذه الأيام تجبر الشاب على الزواج بموظفة من اجل المساندة في دفع إيجار المنزل الذي جمعهم .

عدم التكافؤ

تيسير محمد الذي يبلغ من العمر 35 سنة اعترف ، بأنه تزوج من موظفة يبلغ عمرها (50 سنة) بسبب تردي حالته الاقتصادية ، ولكي تساعدني في سد مصاريف المنزل .

إما صادق عباس فقد كان له قصة حزينة جدا في هذا الموضوع حيث ذكر بأنه تزوج بامرأة ( معوقة ) وذلك طمعا في راتبها وثروتها التي تركها لها أبوها ، وبدلاً مما يقدم هذا الزواج له الراحة والرعاية والاهتمام بعد توفر الجانب المادي ، لكن حياته الزوجية كانت على خلاف المتوقع حيث  كان هو الذي  يقوم بهذا الدور لان زوجته لا تتمكن من القيام بأي عمل فهي الأخرى تحتاج إلى رعاية واهتمام .

ويضيف بعد مرور 5 سنوات من زواجنا هذا سئمت الأمر وحلت المشاكل ضيفا على علاقتنا الزوجية مما حدا بزواجنا إلى أدنى مشهد مأساوي وحزين في نفس الوقت حيث انتهى بالطلاق .

       بينما يذكر نبراس حسين بأنه اعتقد بان زواجه من موظفة سوف يضمن له سبيل الراحة ويسهل حياته الصعبة ، لكن وللأسف فقد كانت النتائج عكس هذا تماما ، فزواجنا افتقد إلى التفاهم ، وبدأت المشكلات تثار بين الحين والأخر بيننا ، ما أدى إلى  إننا قررنا الانفصال عن بعضنا .

رأي مخالف

       نورس محمد يخالف رأي زملائه فهو يقول بان الزوج اذا تزوج من موظفة لن يحصل على الاهتمام الكافي لأنها ستعاني من متاعب العمل وسيكون ذلك على حساب السعادة الزوجية ، فضلا عن الصعوبة التي تلحق تربية الاطفال وذلك لان كلا  الزوجين يكونان اغلب الوقت خارج المنزل مما سوف ينعكس سلبا على تربية الأطفال ، فبرأيي الشخصي ان اختيار ربة بيت تكون زوجة لي هي الاختيار الانسب .

بينما يقول مظفر هادي بان المرأة الموظفة لا يمكنها التوفيق بين واجبات العمل والزوجية والمنزلية  فلا بد ان يحدث ارباكا في احدى الجانبين فلهذا انا ارغب في الزواج من ربة بيت لكي اضمن رعاية واهتماماً كافياً بي .

قسمة ونصيب

ينقسم رأي الشباب العراقي بين مؤيد ومعارض لفكرة الزواج من موظفات ، فالطرف الاول وهو يمثل راي الاغلبية منهم يبررون  بان الزواج من موظفات يضمن حياة كريمة يتعاون فيها الطرفان في ظل غلاء المعيشة  ، اما الطرف الاخر فهو يعارض هذه الفكرة لأنه يرى بان الزواج اصبح مشروعاً تجارياً واستثمارياً وحوله الى علاقة مصلحة قد تنجح او تفشل بمرور الزمن .

وبين هذا وذاك نذكر الشباب بشعار الزواج المشهور وهو (قسمة ونصيب) .