17 / 02 / 2015

الصحبة الصالحة

الصحبة الصالحة…. نعمةٌ كبرى، و زادٌ وافرٌ على الطريق ، نعمة لا تُشترى بالمالِ أو بالأغراض الدنيوية ، ولأهميتها وصى بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: (( المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل )) .


فالشخص لا يسير في طريق مُعبَّد و لكنه يسير في طريق محفوف بالمكاره و المزالق والعقبات والفتن وشياطين الانس و الجن له بالمرصاد.
فهو أحوج في مثل هذا الطريق إلى من يأخذ بيده، و يرشده، و يبصِّره، ويذكِّره، اذا نسي ويعينه اذا ذكر.و المرء كثير بإخوانه ، يشعر انه وحده لا شيء يذكر و لكنه ذو شأن بارتباطه باخوانه.
وؤية الصاحب والصديق الصالح تذكر بالله وطاعته، أما رفيق السوء فرؤيته تذكر بالمعاصي والآثام وفعل المنكرات، وشتان بين الفريقين ، قال – تعالى – : ((الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ )) (الزخرف:67) .

حذَّرالإسلامُ المسلمين من سوء اختيار الصحبة و بالذات رفقاء السوء، الذين يجاهرون بالمعاصي ويباشرون الفواحش دون أي وازع ديني و لا أخلاقي لما في صحبتهم من الداء، وما في مجالستهم من الوباء، وحث المسلم على اختيار الصحبة الصالحة و الارتباط بأصدقاء الخير الذين إذا نسيتَ ذكروك، وإذا ذكرتَ أعانوك.
ومن الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الصديق حتى يكون صديقاً صالحاً: الوفاء- الأمانة- الصدق- البذل- الثناء- والبعد عن ضد ذلك من الصفات. والصداقة إذا لم تكن على الطاعة فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة، كما توضح الآيات والأحاديث. (( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ )) الآية. نزلت هاتان الآيتان الكريمتان في أمية بن خلف الجمحي، وعقبة بن أبي مُعَيْط، وذلك أن عقبة كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت قريش: قد صبأ عقبة بن أبي معيط، فقال له أمية: وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً ولم تتفل في وجهه، ففعل عقبة ذلك، فنذر النبي صلى الله عليه وسلم قتله، فقتله يوم بدر صبرا، وقتل أمية في المعركة. (( بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ )) أي أعداء، يعادي بعضهم بعضاً ويلعن بعضهُم بعضاً.

اعلموا إخواني بأن المسلم مطلوب منه أن يحسن اختيار أصدقائه، لأنه يتأثر بعملهم و أخلاقهم، فإن كانوا أصدقاء سوء تأثر بهم و بأخلاقهم السيئة، وإن لم يشاركهم أعمالهم السيئة، فأنه وافقهم عليها وهذا أثم كبير يقع عليه، ويصنف تبعاً لهم. و صدق من قال:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقـــــــارن يقتــــــــدي

ولقد أمرنا الله تعالى بالتدبر في آيات كتابه فقال – عز وجل – ((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)) (محمد: 24) ، وقد قص الله تعالى علينا في كتابه قصصاً من أخبار الماضين وأمرنا أن نتعظ ونعتبر ((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى)) (يوسف: 111).. ((فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) (الاعراف: 176). ومن اروع القصص التي ذكرها الله سبحانه وفيها من العبرة والحكمة والصحبة الصالحة هي قصة اصحاب الكهف والرقيم:

بدأ الله سبحانه هذه السورة العظيمة بعرض قصة أصحاب الكهف وهم فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى .
ثم ثنى بعد ذلك بقصة صاحب الجنتين الذي غره ماله فتكبر وانغمس في دنياه وجحد آخرته .
ثم ذكر ربنا جل جلاله في قصة موسى والخضر عليهما السلام ليبين أن العالم مهما بلغ من العلم فإن هناك من هو أعلم منه
ثم يذكر الله – تعالى- رجلاً لم يغره سلطان القوة والملك وهو العبد الصالح ذو القرنين الذي آتاه الله – تعالى- ملكا عظيما فسخره في طاعة الله جلا وعلا .
أما سبب نزول سورة الكهف فقد ذكر ابن إسحاق وابن كثير وغيرهما بإسناد حسن أن بعض قريش قال : ليذهب أحدكم لليهود فليسألهم عن هذا الذي يزعم أنه نبي ، وذلك أن قريشا تعتقد أن اليهود سيكون عندهم علم هذا النبي لأنهم أهل كتاب فخرج النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط من مكة إلى أحبار اليهود في المدينة فقالوا لأحبار اليهود :
إن قبلنا رجل يزعم أنه نبي وأنتم أهل كتاب ، فنبؤنا أهو نبي أم لا ؟ فقال اليهود اسألوه عن ثلاثة أشياء لا يعلمها إلا نبي
فإن أجاب فهو نبي وإن لم يجبها فهو رجل مُتَقِّول .
قالوا : ماذا نسأله ؟
قالوا : سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم فإنَّهُ كان لهم حديث عجب ؟.
واسألوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه ؟
واسألوه عن الروح ما هي ؟
فإن أخبركم فاعلموا أنه نبي وإن لم يخبركم أو خلط عليكم فاعلموا أنه متقول ، رجع النضر وعقبة إلى مكة ، وذهبوا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فسألوه عن هذه الثلاث ، وكان عليه الصلاة والسلام مرتبط القلب بربه واثقاً بقربه ولا ينطق عن الهوى ، فقال عليه الصلاة والسلام : آتيكم بالجواب غدًا ولم يقل إن شاء الله فتلبث الوحي عنه يوماً ويومان وثلاثة وأربعة حتى أكمل خمس عشرة ليلة ولم يترل عليه الوحي فحزن عليه الصلاة والسلام وقريش تأتيه وتقول : قد قلت لنا غدا وقد مرت أيام ولم تأت بالجواب ، ويقولون مستهزئين : ألم يأتك جنيك ألم يأتك شيطانك ، حتى أنزل الله تعالى سورة
الكهف وفيها : ((أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً )) (الكهف: 9) أي ليس أعظم الآيات عندنا ما فعلنا
بأصحاب الكهف والرقيم ، والكهف هو المغارة التي سكنوا فيها وأووا إليها ،
والرقيم هو : صحيفة من خشب كتبت فيها أسماؤهم ، وقيل هو لوح من رصاص نحتت عليه أسماؤهم وعلقت في الكهف
، فلما رقموا أسماءهم سمي هذا بالرقيم .
قال الله – جل وعلا- في خبرهم ((أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً (10) )) هؤلاء فتية شباب آمنوا بالله – جل وعلا- وكان عندهم ملك كافر ظالم يدعي الألوهية ، فهم بقتلهم فخرجوا خفية متفرقين
واجتمعوا في الكهف لينظروا ماذا يفعلون .
قال الله – جل وعلا- : ((إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً )) (الكهف: 10) اختبأوا عن أعين الناس واجتمعوا ليمكثوا في الكهف وقتاً يسيرًا لم يأخذوا معهم طعاماً ولا زادًا لذلك لما استيقظوا من منامهم أرسلوا أحدهم ليحضر لهم طعاما فهم لم يتزودوا لأنهم لم ينووا إطالة المكث في الكهف .
وانظر إلى ارتباطهم بربهم – جل وعلا- ( قاموا فقالوا ) فجمعوا بين النية الخالصة والعمل الصالح فلا يكفي أن تنوي النية
الصالحة وتدعوا الله فحسب بل لا بد أن تعمل .
فأصحاب الكهف جمعوا بين الأمرين ، أووا إلى الكهف فلما بذلوا ما يستطيعون استعانوا بربهم فقالوا : (( رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)) (الكهف:10) أي يا ربنا اصنع بنا ما تشاء فأنت أعلم بمصلحتنا .
قال – جل وعلا- : (( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (11) )) قيل سد أسماعهم فلا يزعجهم ما يزعج النائم فيستيقظ ،
وذلك أن النائم تتعطل حواسه إلا السمع فإذا سمع صوتاً استيقظ فضرب الله على آذانهم .
قال تعالى ( ثم بعثناهم ) أي بعد سنين طويلة ، (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً) المقصود بالحزبين هم أصحاب
الكهف أنفسهم ، وذلك أنهم لما استيقظوا تحيروا في مقدار المدة التي لبثوها نائمين فانقسموا حزبين ((قالوا كم لبثتم )) ،
فالحزب الأول ((قالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)) ، والحزب الثاني قال : (( ربكم أعلم بما لبثتم )) يعني لا ندري كم لبثنا يوما
أو يومين أو ساعات .
ثم فصل الله – تعالى- قصتهم فقال : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ) خذ التفصيل ، ما خبرهم يا رب ( إنهم فتية ) أي :
شباب وهي مرحلة حاسمة في حياة الإنسان فالشباب قوة بين ضعفين ((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً ))
وقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه ) رواه الترمذي .

فهم كانوا فتية آمنوا بربهم فزادهم الله هدى .
نعم .. لما آمنوا بربهم وحرصوا على سبل الهداية هداهم الله ، كما قال – جل وعلا- : ((وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ)) (محمد :17) .
وكما أن الإيمان يزيد وينقص كذلك الهداية تزيد وتنقص قال – تعالى- : (( إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً (14))) أي : قاموا بين يدي الله – تعالى- وأقروا له أنت ربنا وخالقنا ، وقيل : قاموا بين يدي
ملكهم الظالم فبينوا له التوحيد وقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلهاً ولن نعبد أحدًا سواه .
اذا فالمتقون أخلاء في الدنيا والآخرة، نرجو من الله أن نكون منهم. وذكر الثعلبي – رضي الله عنه- في هذه الآية قال: كان خليلان مؤمنين وخليلان كافرين، فمات أحد المؤمنين فقال: يا رب، إن فلاناً كان يأمرني بطاعتك، وطاعة رسولك، وكان يأمرني بالخير وينهاني عن الشر. ويخبرني أني ملاقيك، يا رب فلا تضله بعدي، واهده كما هديتني، وأكرمه كما أكرمتني. فإذا مات خليله المؤمن جمع الله بينهما، فيقول الله تعالى ( لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه )، فيقول : يا رب، إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، فيقول الله تعالى ( نعم الخليل ونعم الأخ ونعم الصاحب كان )، قال: ويموت أحد الكافرين فيقول: يا رب، إن فلاناً كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير، ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك يا رب ألا تهده بعدي، وأن تضله كما أضللتني، وأن تهينه كما أهنتني؛ فإذا مات خليله الكافر قال الله تعالى لهما ( لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه )، فيقول : يا رب، إنه كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك، ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك أن تضاعف عليه العذاب؛ فيقول الله – تعالى- : (( بئس الصاحب والأخ والخليل كنت )).

فيلعن كل واحد منهما صاحبه. والآية عامة في كل مؤمن وكافرومضل. وجاء عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أحاديث عدة تحثُ المسلمين لاختيار الصحبة الصالحة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (( ‏مَثَلُ الجليس الصَّالِح و الجَليس السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ، وَكِيرِ الْحَدَّادِ، لاَ يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ، أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحاً خَبِيثَةً )) ‏. متفق عليه،

قال القرافي : (( ما كل أحد يستحق أن يعاشر و لا يصاحب و لا يسارر ))

و قال علقمة : اصحب من إن صحبته زانك ، و إن أصابتك خصاصة عانك و إن قلت سدّد مقالك ، و إن رأى منك حسنة عدّها ، و إن بدت منك ثلمة سدّها ، و إن سألته أعطاك ، و إذا نزلت بك مهمة واساك ، و أدناهم من لا تأتيك منه البوائق ، و لا تختلف عليك منه الطرائق

و يقول الشيخ أحمد بن عطاء : مجالسة الأضداد ذوبان الروح ، و مجالسة الأشكال تلقيح العقول ، و ليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة ، و لا كل من يصلح للمؤانسة يؤمن على الأسرار ، و لا يؤمن على الأسرار إلا الأمناء فقط

و من الفوائد الأخرى التي يجنيها المسلم في مجالسة الأخيار أيضاً، حصوله على بركتهم كما في الحديث: َعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قَالَ (( إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضْلاً يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ -قَالَ- فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ فَيَقُولُونَ جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ, قَالَ وَمَاذَا يَسْأَلُونِي قَالُوا يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ, قَالَ وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا لاَ أَىْ رَبِّ, قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا وَيَسْتَجِيرُونَكَ ، قَالَ وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قَالُوا مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا لاَ, قَالَ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا وَيَسْتَغْفِرُونَكَ -قَالَ- فَيَقُولُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا -قَالَ- فَيَقُولُونَ رَبِّ فِيهِمْ فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَالَ فَيَقُولُ وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جليسهم ))‏ رواه مسلم .


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه