16 / 12 / 2014

المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا

د. عقيل الريكان

قال النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) .

من هذا المنطق يعلمنا النبي محمد عليه الصلاة واتم التسليم على ان الاسلام جسد واحد ، وان المؤمنين هم اخوة يشد بعضهم من ازر البعض الاخر فهو أخوه في الاسلام يتجهون الى قبلة واحده وقرآن واحد ونبي واحد فالإسلام بمفهومه العقدي يصب في اتجاه عبادة رب واحد واثبات نبوة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وانه مرسل من ربه للعالمين لهداية الناس إلى الطريق المستقيم والإيمان جملة وتفصيلا بان هنالك داراً آخرة يكون مصير العباد اليها. اما إلى جنة وإما الى نار فالسعيد من التزم بشريعة الاسلام ، وطبق تعاليم المصطفى العدنان وعليه فالناس سواسية عند الله ورسوله لا فرق بين أبيض وأحمر وأسود الا بالتقوى قال – تعالى – : ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)) ( سورة الحجرات الآية : 13) .

ونلاحظ ايضاً هذه المقوله متجسده في شخصية الامام علي – رضي الله عنه – عندما بعث مالك الأشتر فقال له: (( والناس صنفان اما اخ لك في الدين او هو نظير لك في الخلق ))

فعليه رحمة الله تنزل على الرحماء الذين يريدون وجه الله – تعالى- بأن يعطوا الفقراء حقهم من مال الله إذا أتاهم ففي الحديث القدسي : (( ان كنتم تريدون رحمتي فارحموا خلقي ))

والرحمن كلمة لطيفة، وجميلة بكل معانيها مشتقة من أسماء الله الحسنى الرحمن الرحيم فادخال السرور، وقضاء الدين عن المعسر وقضاء حاجة المسلم هي من أولويات الاسلام دين الحنيف . فكل مسلم يشعر بأخيه المسلم ما يحتاجه من أمور تعينه على مستلزمات الدنيا وتوجيهة الى الآخرة وهذا ما ارتضاه لنا النبي الاكرم عليه الصلاة والسلام وعليه فان جوهر الاسلام يرضى بذلك والله سبحانه يكون في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه المسلم .


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه