الاسرة المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا ونور قلوبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم طب القلوب ودوائها وعافية  الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها المبعوث رحمة للناس أجمعين رحمة وهدية .

      أما بعد فقال تعالى

ومن آياته: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) الروم: ٢١

وقال أيضا..

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) الرعد: ٢٣

 وقال وقوله الحق

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) الطور: ٢١

أيها المسلمون

  فالمشاكل  كبيرها وحقيرها مردها إلى تلك التربيةُ. والنشأة الأولى التي درج عليها  الإنسان  منذ تفتحت عيناه على الحياة .

حيث قال الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم (( كل مولود يولد على الفطرة وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ))

 ومن هنا  يمكن تشخيص الداء ووصف الدواء  من الخلية للمجتمع  من الأسرة. فإذا صلحت الأسرة

 صلح المجتمع كله وإذا فسدت فسد هذا هو الداء العضال والامرالوبال على الأجيال .

أيها  المسلمون إن القلب ليسجد أمام عظمة الله الحكيم الخبير والعقل عاجزاً أمام وصف ذلك البناء الشامخ .في علوه المترامي في أطرافه المتين في أساسه المحكم في هندسته ودقة صنعه فمنذ وضع الشرع الحكيم أساسا عريقا لذلك البناء الأسري الذي يبدآ من الخطبة والزواج وتكوين الذرية وتربيتها .

لقد جعل الإسلام من الأسرة سفينة تسير باسم الله مجريها ومرساها تجوب بحار الحياة المتلاطمة الأمواج . وهي رافعة شعار الإيمان الذي يحميها من الغرق ويوجهها إلى الغاية السامية حاملة الأمانة ومؤدية الرسالةتخرج من ضيق الدنيا وجورها إلى سعة الآخرة وعدلها.

أيها المسلمون إن الإسلام سعى إلى بناء الأسرة على أساس متين وبالتالي بناء الأمة الإسلامية بها وهي رافعة شعار الإيمان الذي يحميها من الغرق ويوجهها إلى الغاية السامية حاملة الأمانة ومؤدية الرسالة

يحقق له معاني العزة والرفعة والاستقرار والطمأنينة فاعتصموا أيها المسلمون بحبل الله المتين وابنوا أسركم

على هدى من القران الكريم وسنة رسول الله الحبيب  ومن استمسك با لله فقد هدي إلى صراط الحميد ونجا من كيد الشيطان وأعداء الدين .

 ولا املك إلا أن اردد قوله الحق العظيم إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) ق: ٣٧.

إن الأسرة المسلمة أو البيت المسلم من أهم المؤسسات في حياة المسلمين عامة وفي منهاج

العمل الإسلامي بصفة خاصة ويرجع ذلك إلى دور الأسرة في تنشئة الأجيال وصناعة الرجال

الذين هم عدة المستقبل وركائز البناء ودرع الأوطان  .

وان مقياس سلامة الأسرة وأصالتها لايكون بالجوانب ا لمادية الدنيوية فقط كصحة الأبدان ومستوى

السكن والغذاء واللباس والمستوى الاجتماعي والثقافي إلى غير ذلك ولكن أسباب القوة والأصالة

في الأسرة المسلمة تتمثل أول ماتتمثل في التزام أفراد الأسرة بالإسلام عقيدة وعبادة وأخلاقا وآدابا ومعاملات .

لقد نظم الإسلام حياتنا وبدا ذلك واضحا في كل جانب من جوانب حياة الأسرة والبيت وفي كل صغيرة وكبيرة وفي المظهر وفي المطعم والمشرب وفي الأثاث ,واللباس ,في الأفراح والأتراح,في العادات والتقاليد وفي علاقة أفراد الأسرة بعضها مع بعض وفي معاملة الخدم والعلاقة مع الجيران، فكان الأفراد المسلمون والبيوت المسلمة والمجتمع المسلم بمثابة القاعدة الصلبة التي يقوم عليها بناء الحكومات المسلمة .

والفرد المسلم القدوة هو الذي يقيم البيت المسلم القدوة ,كما إن البيت المسلم القدوة هو الذي يخرج الأفراد المسلمين القدوة وهكذا يتم توريث الأصالة الإسلامية للأجيال  بقوة وإذا حدث تغير في هذا التوريث تعرضت الأسرة والإفراد إلى هبوط المستوى والانهيار ,خاصة إن دعاة الشر والفساد لايألون جهدًا في غزو أفرادنا وبيوتنا بكل ألوان فسادهم وشرورهم  واخردعوانا اللهم أحفظ اسر المسلمين وزرع الحب في قلوبهم والحكمة في عقولهم ..  والحمد لله رب العالمين.


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه