تجنبت لعب كرة القدم مع اصدقاء لي لما يقع من خصام ومشاحنة ؟...

السؤال :

السلام عليكم تجنبت لعب كرة القدم مع اصدقاء لي لما يقع من خصام ومشاحنة, فرموني بعدم مخالطة الناس مستدلين بقول رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم (“اَلْمُؤْمِنُ اَلَّذِي يُخَالِطُ اَلنَّاسَ, وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنْ اَلَّذِي لَا يُخَالِطُ اَلنَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ“ ) فهل هم محقون في هذا؟ علمًا أني أخالطهم في غير اللعب .

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته لعبة كرة القدم من اللعب المباحة، وفعل المباح أو تركه مباح لأن تعريف المباح ما يستوي فيه الفعل والترك.

وترك أسباب الخصومة والشحناء إن لم يكن واجبا فمستحب، لا سيما ممن يعرف نفسه أنه إذا اختلط هذه الخلطة أو تلك كانت سببا في الشحناء والمعصية.

وعلماء التربية الإسلامية متفقون على مشروعية كلٍ من العزلة الخلطة؛ مختلفون في أيهما أفضل، والخلطة التي تحدثوا في أفضليتها هي الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الْمُسْلِمُ إذا كان مُخَالِطًا الناس وَيَصْبِرُ على أَذَاهُمْ خَيْرٌ من الْمُسْلِمِ الذي لَا يُخَالِطُ الناس ولا يَصْبِرُ على أَذَاهُمْ)[1] والتي تعني دعوة الناس إلى الخير وشهود الشعائر وتكثير سواد المسلمين وإيصال الخير إليهم بعيادة المرضى وتشييع الجنائز وإفشاء السلام ونحو ذلك، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى وإعانة المحتاج وحضور جماعاتهم وغير ذلك، فإن كان صاحب علم ودعوة تأكد فضل اختلاطه.

أما إذا كانت الخلطة تتسبب بالمعاصي وتجر إليها فالعزلة أفضل وأسلم، والمسلم كما يحتاج لأن يختلط بالناس ويعاملهم ويصبر على ما يصيبه، كذلك يحتاج إلى ساعات يخلو بها إلى نفسه يراجعها ويحاسبها ويناجي ربه ويستأنس به.

يستطيع كل منَّا أن يجعل له ميزانا من نفسه فيما يخاط ومن يخالط، فيختار الصحبة الصالحة وجلسات الخير لخلطته ويعتزل أصحاب السوء ولحظات الإثارة

[1] سنن الترمذي 4/662، حديث رقم 2507. وابن ماجه 2/1338 حديث رقم 4032، ومسند أحمد بن حنبل 2/43، حديث رقم 5022.