12 / 03 / 2015

ديوان الوقف السني يحتضن المؤتمر الوطني الثالث للأديان والمذاهب في العراق،وسط دعوات لتوقيع ...

ديوان الوقف السني يحتضن المؤتمر الوطني الثالث للأديان والمذاهب في العراق ، وسط دعوات لتوقيع ميثاق شرف ملزم يحرم الطائفية والإساءة لرموز الأديان .

رئيس ديوان الوقف السني : ان الحوار سمة أساسية من سمات الرسالات السماوية وعلامة من علامات الرقي الإنساني هدفه تكريم الإنسان والوصول إلى ساحة التفاهم

الاستاذ بهاء الاعرجي : ادعو الله سبحانه وتعالى ان يكون هذا المؤتمر النواة المعالجة لكل الأوضاع والمشاكل التي يمر بها البلد .

الامم المتحدة: نقف على أهبة الاستعداد لمساعدة العراق من اجل تيسير المصالحة الوطنية .

يوسف داخل

تصوير : ثامر كريم

برعاية ديوان الوقف السني وبالتنسيق مع وزارة الثقافة وبعثة الأمم المتحدة في العراق يونامي ، أقام المركز العراقي لادارة التنوع النسخة الثالثة من المؤتمر الوطني السنوي للأديان والمذاهب الدينية في العراق ، تحت (( شعار التعددية الدينية واشكالية المواطنة من منظور الفكر الاسلامي))، وذلك يوم السبت الموافق 17/1/2015 في قاعة الاحتفالات المركزية في ديوان الوقف السني .

وحضر المؤتمر نائبا رئيس مجلس الوزراء بهاء الاعرجي وصالح المطلك ورئيس الوقف السني محمود الصميدعي والمديرون العامون والمشايخ في الديوان وممثل عن رئيس المجلس الأعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم وممثل الأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف وممثلون عن الطوائف المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية ، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني وجمع من المواطنين.

وقد ألقيت العديد من الكلمات التي تهدف إلى أحداث نوع من التقارب الديني والفكري بين أطياف المجتمع العراقي، وتوطيد العلاقات بين مختلف الأديان .

كلمة رئيس ديوان الوقف السني

قال رئيس ديوان الوقف السني الدكتور محمود الصميدعي في كلمته: (( ان الارهاب هو الشر الذي يجب ان نتعاون على اجتثاثه ومنع أسبابه وبواعثه لما عانت منه الدول وتحملت ويلاته امم ومجتمعات)) ، مؤكدا ان الارهاب لا دين له ولا طائفة ولا عهد ولا ميثاق وانه تجاوز حدود المعقول؛ لأنه لا يعرف وطناً ولا يعترف بمواطنة وليس له مقدسات ولا يحترم زمنا. وشدد على الجميع ومن كل الطوائف والاديان رفض الارهاب رفضا قاطعا ، ورفض افعاله واستنكارها، لانه جاء باسم الاسلام ، وبات يسفك الدماء ويزهق الارواح وباسم الدين الاسلامي. وحضَّ على التعاون والتسامح والتصافح والاقتداء بالدين الاسلامي ، مشيرا إلى أننا نحن المسلمون بكل مذاهبنا وقومياتنا و هوياتنا علينا أن نرفض الارهاب ونعلن البراءة منه لأننا أول المعنيين بذلك لأنه جاء باسم الإسلام والمذهب والطائفة ، مشددا على انه من الضروري أن نعمل جميعا على تجفيف منابع الحقد والكراهية وأصوات النشاز التي تدعو إلى العصبية وتشيع السموم والتفرقة والفرقة محاولين من خلال أفعالهم هذه أن يجعلوا هذا العالم في ظلمة وعصبية مذكرا ببراءة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من كل دعوة إلى عصبية أو قومية أو طائفية فيقول : (( ليس منا من دعا إلى عصبية ليس منا من مات قاتل على عصبية )) ، داعيا الى السلم الأهلي وتحرير المحافظات المغتصبة بعيدا عن التعرض الى دور العبادة واعادة المهجرين الى ديارهم ، موضحا ان الحوار سمة أساسية من سمات الرسالات السماوية وعلامة من علامات الرقي الإنساني هدفه تكريم الإنسان والوصول إلى ساحة التفاهم .

كما دعا الامم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان وجميع المرجعيات الدينية والسياسية الى وضع ميثاق شرف ملزم يحرم سياسة الكراهية الدينية والدعوات الطائفية والإساءة لرموز الاديان ومعتقداتهم.

مد جسور التواصل

رئيس المركز العراقي لإدارة التنوع الشيخ غيث التميمي أكد أن هذه المناسبة جيدة لإقامة جسور التواصل والتلاقي بين المعرفة والأديان، مؤكدا أن الإرهاب الداعشي يستهدف مكونات الشعب العراقي كافة وأننا نجتمع على أنهم إرهابيون، داعيا إلى مصالحة وطنية شاملة يكون مرتكزها الوحيد هو محاربة داعش واستعادة جميع المدن التي يحتلها هذا التنظيم إلى حضن الوطن، موجهاً شكره الى رئيس ديوان الوقف السني معالي الدكتور محمود الصميدعي على رعايته هذا المؤتمر .

فيما قال نائب رئيس الوزراء الاستاذ بهاء الاعرجي ان الاسلام أجاز للمسلم ان يتزوج بغير المسلمة وان الزوجة هي أم وان الأم هي مدرسة فتكون بذلك مدرسة المسلمين من المؤمنين من غير المسلمين ، فقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم : (( من اذى ذميا فقد أذاني ومن اذاني فقد اذى الله )) فهذه اﻻخوة لن تطيب للبعض لذلك كان العمل دؤوباً من اجل تخريب هذه الاخوة

وأضاف الاستاذ الأعرجي: أن الثروة العراقية تكمن في المواطن العراقي والعقلية العراقية وليس في النفط، مؤكدا أن دول الخليج بنيت بعقول عراقية، داعيا إلى إيجاد بدائل للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية . وأضاف الأعرجي: أن هناك من يحاول الحصول على مكاسب مادية على حساب الاستقرار السياسي، لافتا أن الأموال والثروات ملك للشعب العراقي والعراقيين جميعا سواسية في الحقوق.

، داعيا الله سبحانه وتعالى ان يكون هذا المؤتمر النواة المعالجة لكل الأوضاع والمشاكل التي يمر بها البلد.

عام 2015 … عام للمصالحة الوطنية الحقيقية

قال رئيس الكتلة الوطنية النيابية محمود المشهداني في كلمة له خلال المؤتمر : أن عام 2015 يجب أن يكون عاماً للمصالحة الوطنية، ومنها ستكون مصالحة في الشرق الأوسط، لافتا الى أن تلك المصالحة تأتي عن طريق حوار الشجعان والنزول الى عمق المشكلة، وليس الشعارات.ودعا المشهداني الحكومة والأمم المتحدة الى دعم هذه المبادرة .

كما شكر ممثل رئيس طائفة الصابئة المندائيين الشيخ علاء عزيز طارش في كلمته القائمين على هذا المؤتمر على اقامة مثل هذه المؤتمرات التي تدعم المصالحة الوطنية للبلاد ، عاداً هذا المؤتمر لبنة جديدة من لبنات الصلح الاجتماعي الزاهي بكل اطيافة ، داعيا ان يتكلل هذا المؤتمر بالنجاح وارساء الوحدة الوطنية على الجميع بالرغم من اختلاف أديانهم ومذاهبهم .

اما ممثل رئيس الطائف الايزيدية السيد داود شموخ خدر فقد استعرض خلال كلمته التي ألقاها ما يمر به الشعب الايزيدي من معانات في ظل الارهاب الذي هجرهم من مدنهم واستباح نسائهم ، داعيا الى ارجاع الايزيديين الى قراهم وبيوتهم .

حضور اممي

المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف قال ان المجيئ الى هذا المؤتمر هو شرف لي وان بحضوركم هذا وجهتم رسالة مفادها ان الحوار والتعايش هو السبيل لعملنا ، معلنا أن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لمساعدة العراق من أجل تيسير المصالحة الوطنية، عاداً أن المصالحة ستمكن البلاد من الوحدة والتكاتف بوجه تنظيم داعش.

وقال ملادينوف: ((إن هذا المؤتمر ينعقد في وقت يواجه فيه العراق العديد من التحديات الكبرى، والرسالة التي تبعث من خلاله، صلبة ومسموعة من العالم)).

ودعا ميلادينوف إلى وضع ميثاق شرف ملزم يحرم سياسة الكراهية الدينية والدعوات الطائفية والإساءة لرموز الأديان ومعتقداتهم في العراق.

وتابع ملادينوف إن العراقيين أقوياء على بناء بلدهم وقرروا مواجهة التطرف والإرهاب والدفاع عنه ضد الدخلاء.

تكريم للمرأة الازيدية
وتخلل المؤتمر قراءة آيات من القرآن الكريم وعزف للسلام الجمهوري ، وعرض فلم عن معانات النازحين باسم ( الأم نينوى) ، وفي ختام المؤتمر قدم نائب رئيس الوزراء السيد بهاء الاعرجي درع المؤتمر من الدرجة الاولى ( للمرأة الأيزيدية) ممثلة بالسيدة سندس سالم كنوع من التضامن مع النساء الايزيديات المختطفات ، كما كرم قلادة المواطنة الابداع لممثلي ( حملة غوث ، وحملة داري ، وحملة انا عراقي انا اقراء) ، بدوره قدم رئيس ديوان الوقف السني معالي الدكتور محمود الصميدعي قلادة الابداع لعدد من اصحاب البحوث والدراسات المعرفية التي اثرت بحوثهم ودراساتهم المهمة المكتبة العراقية والعربية ، وكرم نائب رئيس الوزراء الدكتور صالح المطلك مخرج فلم ( الأم نينوى) للمخرج حسين الكعبي وتكريم (ملتقى المدينة الثقافية) للأستاذ علي عبد العظيم وتكريم المصمم أكرم سعدون .

مقررات وتوصيات

وخرج المجتمعون بعدد من المقررات والتوصيات من بينها:

  • اعترافا بأهمية المكونات العراقية ورداً لاعتبارها أمام الانتهاكات الواسعة من الجماعات الإرهابية والتكفيرية , وفداحة الجرائم التي ارتكبت بحقهم والحيف الذي طالهم , نتطلع إلى اعتراف الجميع بجسامة الانتهاكات وتقديم اعتذار لهم , وبدء صفحة جديدة من العيش المشترك بين الجميع , واحترام الآمهم بوصف ضحاياهم , من خلال نصب متاحف تذكارية تعبر عن الجرائم التي طالتهم .
  • في الوقت الذي يؤكد فيه المؤتمر على احترام التنوع والخريطة الديمواغرافية لإتباع الديانات والمكونات في العراق , فننا ندعو إلى منح امتيازات اقتصادية واجتماعية مرحلية محددة للمكونات الصغيرة التي عانت من الاستنزاف منذ عام 2003 , وتفاقم هذا النحو التهجيري والإبادة الجماعية المنظمة ولاسيما بعد 10/حزيران /2014 , وذلك لرأب الصدع بين مكونات المجتمع العراقي , والحفاظ على وجودها وتحقيق العدالة والمساواة .
  • انطلاقا من مبدأ الابتعاد عن التمييز ندعو إلى رفع فقرتي الديانة والقومية من هوية الأحوال الشخصية ومن كل الوثائق المتداولة في المعاملات العامة , والاكتفاء بتثبيتها في السجلات الأساسية لجميع المواطنين من غير استثناء .
  • تفعيل القوانين التي تمنع الإساءة إلى المكونات وسب الرموز والمقدسات والطقوس والعادات والتقاليد والممارسات الدينية لمكونات المجتمع كافة, وتشديد ذلك فيما يتعلق بالتطاول على الصحابة الكرام وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم , وسائر الرموز الدينية لجميع المكونات .
  • إعلاء حرمة الأماكن المقدسة ودور العبادة واحترام مكانتها وعدم تدنيسها من خلال استخدامها منابراً للتحريض على العنف والكراهية وبث الفرقة والفتنة بين مكونات المجتمع , أو استخدامها محاكم شرعية , أو أماكن للاحتجاز والاعتقال التعسفي , أو مخازن للأسلحة والعتاد , أو استخدامها في الصراعات المسلحة , أو تغذية الصراعات المناطقية , أو ممارسة الجريمة المنظمة والإرهاب , وتتحمل دواوين الأوقاف والمؤسسات الدينية المشرفة على دور العبادة مسؤولية تطبيق ذلك , وفي خلاف ذلك تلتزم الجهات المسؤولة آنفة الذكر بابلاغ المؤسسات الأمنية المختصة بوجود خروقات في هذه الأماكن المقدسة , لإخلاء مسؤوليتها وفسح المجال أمام القوات الأمنية لاتخاذ الإجراءات الحازمة بتطهيرها وإعادة هيبتها .
  • إعادة تأهيل دور العبادة في المناطق المشتركة دينيا ومذهبيا , وتفعيل دورها في إشاعة روح التسامح والسلام والعيش المشترك , ونشر الوعي بمخاطر الانحراف والتطرف الفكري والسلوكي بين الشباب .
  • إصدار أمر ديواني عاجل بتعليمات صارمة وباتة وملزمة لمنع استغلال الوظائف العامة وممتلكات الدولة وبنايتها وأجهزتها وموظفيها لغرض تسويق فكرة أو شعار أو رمز ديني أو سياسي أو فئوي أو عنصري أو تمييز أو إقصاء ولأي سبب من الأسباب وبأي شكل من الإشكال , خلال مدة لا تتجاوز خمسة عشر يوما من تاريخ إصدار الأمر الديواني , على أن تتحد فيه العقوبات الإدارية , وذلك حفاظا على اللحمة الوطنية وهيبة الدولة .
  • الدعوة إلى دعم المركز العراقي لإدارة التنوع في تنفيذ برنامجه ( المواطنة حاضنة المكونات الدينية في العراق ) لما له من أهمية في ترسيخ مبدأ المواطنة بين مكونات المجتمع وخاصة في جانب التنشئة الاجتماعية للأطفال والمراهقين .

X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه