09 / 04 / 2014

سيرتُك هي عنوانُ آخرتُك

د. خالد عصام خليل

      اذا نظرنا إلى الأشياء من الوجهة الفنية  فإننا نرى الحياة الإنسانية تسيرُ كما تسير الرياح مسرعة تمضي وتسجل تأريخاً مليئاً بتلك اللوحات التي تتحدث عن لمسات إنسانية جميلة كانت أم قبيحة فالأرض لن تنسى من أدى لها حقها التي خُلقت من أجلهِ وهو (الإنسان) قال – تعالى -: ((مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (سورة النحل الآية : 97) ، وستذكرُ لنا حقيقة من أفسدَ وظلم وسفك دماء ذلك (الإنسان) .

قال – تعالى -: ((وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ))( سورة البقرة الآية : 205) فهذه الأرض لن يرثها بكل مقوماتها وكيانها الإ منْ علم قدرها فأصلح وصلِح ، قال –  تعالى -: ((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ))(سورة الانبياء الآية : 105). والقرآن الكريم خير من صور سير الأمم والشخصيات والمخلوقات ، وما أحدثتهُ من أثر في الحياة ، فسأقف مع أصغر مخلوق ذكره الله تعالى وكيف كان سبباً في حفظ جيلٍ بأكملهِ من الموت قال – تعالى -: ((حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)) (سورة النمل الآية : 18). وذلك الهدهد كيف سجل تاريخاً يحفظ له عند من آمن من ذرية أهل اليمنْ قال – تعالى -:  ((وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ)) (سورة النمل الآية :24)، وفي المقابل تلك الصورة لذلك الإنسان القبيح المتكبر قال – تعالى -: ((قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ))( سورة الشعراء الآية : 23)، وصورة أخرى صورة القاتل قال – تعالى -: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) (سورة النساء الآية :93).

 وكل هذه السير تتكرر في كل زمن وأرض وحضارة ، وتبقى السيرة هي عنوان تاريخك ، وسجل نهايتك ، ودليل إنسانيتك ، وكل ذلك يشهد لك به الناس ،  عن النبيِّ صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم أنَّه مرَّت به جنازةٌ فأَثنوا عليها خيراً فقالَ: (( (وَجبتْ) ، ومرُّوا بجنازةٍ فأَثنوا عليها شراً فقالَ: (وَجبتْ، وَجبتْ) ، فقامَ رجلٌ مِن القومِ فقالَ: بأَبي وأُمي أنتَ يا رسولَ اللهِ، مرُّوا بجنازةٍ فأَثنوا عليها خيراً فقلتَ: ( وَجبتْ، وَجبتْ ) ، ومرُّوا بجنازةٍ أُخرى فأَثنوا عليها شراً فقلتَ: ( وَجبتْ، وَجبتْ ) فقالَ: نَعم، أمَّا التي أَثنيتُم عليها خيراً وَجبتْ لها الجنةُ، وأمَّا التي أَثنيتم عليها شراً وَجبتْ لها النارُ، أَنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ )) ( رواه البخاري )  فمن الجميل أن تعيد النظر وتراجع الأخطاء وتحدد مكانك، أين أنت الأن …. وابدأ التغيير، فالوقت لم يحن بعد ، ولكن احذر من أن يخطفك الوقت .


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه