29 / 04 / 2013

شربت الحاج زبالة ….. شراب الملوك والأمراء على مر العصور...

تقرير: محمد عبد الواحد

اذا زرت شارع الرشيد يجب ان تشرب من شربت زبيب الحاج ( زبالة ) الشهير والذي تأسس عام 1908 وموقعة الكائن مقابل جامع الحيدر خانة في شارع الرشيد،الذي استهل مشواره قبل قرن من الزمان بسبب اسمه الغريب، بل بسبب جودة عصير الزبيب (العنب المجفف) الذي يقدمه لزبائنه، ولم يزل المحل الشهير في جانب الرصافة ببغداد محتفظا بعلامة فارقة في ذاكرة العراقيين، كونه شهد تاريخا حافلا بالأحداث والمتغيرات منذ ما يزيد على مائة عام على افتتاحه، وهو يفتخر بتزيين جدرانه بمعظم صور زواره من الحكام والملوك الذين تعاقبوا على حكم العراق.

سبب تسمية المحل بهذا الاسم

يقول ابن الحاج زبالة:( معروف بطيبة أجدادنا وخاصة عندما لم يعش لديهم طفلا ذكرا فيعمدون إلى استخدام هذه التسميات كثيرة لحماية الوليد الجديد من شر أعين الحساد. وهذا ما حصل للمرحوم عبد الغفور (الاسم الحقيقي للحاج زبالة) حيث أن والدته كانت كل مرة تلد مولودها تفقده إما بسبب مرض او غيرها من الأسباب؛ لذلك اقترحت عليها نساء المحلة أنها عندما تلد مولودها، وحين يسألها أحد عن الولد تقول لهم ( زبالة ) لكي يبعد أعين الناس عنه،وفعلا رزقها الله بمولودها عبد الغفور، وعملت بنصيحة جاراتها حيث أطلقت عليه أمام الآخرين تسمية زبالة ولكنه في السجلات الحكومية اسمه عبد الغفور وهذه هي قصة الحاج زبالة وهذا الاسم الذي يستغربه الكثيرون وبكل بساطة وبلا أي رتوش. وتلك هي افكار الناس البسطاء ناس ايام زمان الذين يتسمون بالطيبة.

مصدر الزبيب المستخدم في عمل الشربت  او العصير

يقتصر على الزبيب الذي يستخدمه في عمل المنتج في شمال العراق في منطقة خوشناو في اربيل وبعض مناطق السليمانية . وهو الأصلح لصناعة شربت الزبيب

أبرز الشخصيات التي شربت من العصير

من الشخصيات المعروفة التي ترددت على محل الحاج زبالة، ذكر ولده بأن أشهرهم الملك غازي والملك فيصل الثاني نوري السعيد (رحمهم الله).. وعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف(رحمهما الله)، وكبار ضباط الجيش والشرطة عند خروجهم من وزارة الدفاع ومديرية الشرطة العامة، فيما كانت الملكة عالية و الدة الملك فيصل الثاني ترسل سائقها الشخصي ليشتري لها الشربت، ومن الأدباء والمفكرين، ورئيس الوزراء نوري سعيد  كان يقف في الجانب الآخر من الشارع ويقوم الحاج  زبالة بنفسه بإيصال قدح العصير إليه .وكان عبد الكريم قاسم أشبة بالزبون الدائم واليومي وما يميز شربت الحاج زبالة بأن جميع طبقات المجتمع العراقي هم زبائن بسبب رخص المنتوج المقدم الى الزبائن

متحف مصغر

من يتردد الى محل الحاج زبالة، يلاحظ ولع العائلة بالماضي، وبالأخص ماضي شارع الرشيد، ومدينة بغداد القديمة فهناك العشرات من الصور بالأبيض والأسود معلقة على الحيطان وهناك صورة معلقة للحاج زبالة الذي حمل الدكان اسمه.

كما تروي الصور تأريخ مدينة بغداد وتاسيس شارع الرشيد وأبرز الاحداث التي حصلت في تلك الحقبة وايضا فيها وصف لمقرات ودوائر الدولة والمحلات والدكاكين والمقاهي الموجودة في الشارع. وكان الحاج زبالة وعماله يدقون على الصواني المعدنية ويغنون لجذب الزبائن. وكان الناس اذا ارادوا الاحتجاج على الحكم البريطاني فانهم كانوا يتجمعون على هذه الجادة وهم يعرفون دوما انهم سيرتشفون قدحا من عصيره العنبي.

دعوة للاهتمام بالاثار

          ابن الحاج زبالة وجّه دعوة لاهتمام السادة المسؤولين في بآثار بغداد القديمة، ومن ابرز تلك الاثار هو شارع الرشيد والمتنبي وسوق الصفافير وغيرها من اثار هذه المدينة التي تعد منبعاً للعلم والثقافة ونرجو من الحكومة ان تسارع في إعادة ترميم شارع الرشيد وإنقاذ شناشيل الشارع المعرضة للانهيار، ولقد تغير شارع الرشيد كثيرا، بعد أن أُهمل ونخرت السنون أعمدته المميزة، وحفرت آثار الإطلاقات النارية وشظايا التفجيرات التي طالته أيام العنف الطائفي في أعوام 2007 – 2009 في جسده كثيرا وشوهته، كما أن معظم مداخله أغلقت وعزل عن بقية شوارع بغداد، وقلت حركة الناس فيه.


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه