21 / 08 / 2013

ماذا ستفعل لو علمت انك ستموت غدا

لو علمت موعد موتي لجن جنوني لأنني لم استعد بعد، ولأننى قصرت كثيرا وعصيت كثيرا وتهاونت كثيرا ومازلت الى الآن لم أصلي وإن يوما واحدا لا يكفي لكي اشعر بأننى راضٍ عن نفسى ومهما فعلت لن أرضى باطمئنان لحظة كلما قرأت آيات الرحمة بالعباد وآيات وعد المؤمنين والمتقين بالجنة، وآيات تمس جوانب افعلها فى حياتي أجد لها ثوابا عند الله ، والله عند حسن ظن عبده به، ولكنني لا ألبث أن يخامرني شعور بالرعب لما أتذكر أو أقرأ آيات العذاب والوعيد وأتذكر تقصيري الشديد…أعاذنا الله وأياكم من عذاب القبر ومن عذاب جهنم.

وسوف افرح لأنني سأترك هذه الدنيا بما فيها من نصب وهم وتعب وضغوط وفساد ولكن يغلب فرحتي رعبي من القادم المجهول ..

ولكن أملي في رحمة الله كبيراً وأملي فى عفوه كبيراً أنا أحببته ولم أره، قال اتبعوا ما أنزل عليكم .. فاتبعت قدر استطاعتي وقلت سمعت وأطعت ولكنني نسيت او تناسيت وعصيت وهذه طبيعة البشر وسبحانه وتعالى اعلم بها هو عند حسن ظن عبده أعود إليه ولن يردني. نعم لن يردني ولن يرد من يطرق بابه فهو القائل سبحانه(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) البقرة: ١٨٦

وعن سلمان (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( إن ربكم حيّ كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا) أخرجه الأربعة إلا النسائي، وصححه الحاكم. فكيف يردني وأنا ارجو رضاه رغم تقصيري الشديد.

أتعجب من اناس يتغنون بجمال الدنيا وحلاوتها يقولون يا محلى الدنيا و يا جمالها وتجدهم في أثناء ذلك يتراقصون ويتمايلون ويلبسون ما يرثى له من الثياب، لماذا يحبونها إن كانوا في غير طاعة الله ؟ وكيف يحبونها..؟

أتذكر هنا آية لا تنطبق عليهم لأنهم مسلمون مهما كان، ولكن الإنسان الذى يعصي ربه يتمنى طول الأمد خاصة الكافر.. هذه الآية من سورة البقرة

(( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ))البقرة: ٩٦

لقد غرتهم الحياة الدنيا بزخرفها وزينتها من مال وجمال ونساء وولد ومنصب وجاه، ونسوا أنه لا حلاوة فى القلب إلا بطاعة الله والمؤمن لا يستغل حياته إلا في صالح آخرته.

نعم نحب الحياة ونكره الموت في حالة واحدة. لو كنا سنزيد من العبادة ولم يوجد بالدنيا ما يفسد عليك عملك وعبادتك ومن يعاديك فيها بسبب ذلك ولو أنني أعتبر هذا ابتلاء واختبار. ولكن لماذا نحب دنيا مليئة بالقتل والفساد في الأرض هل نحبها فنفسد فيها ونضيّع أنفسنا؟ إن من يتغنون بالدنيا ومفاتنها غالبا هم من المفسدين في الأرض فقط ما يخوفني من تركها هو تقصيري وليس غير ذلك، فالأهل والأحباب سوف ينسونني بعد فترة وفترة قصيرة من الزمن الحياة ستلهيهم والمصيبة تبدأ كبيرة ثم تصغر عكس كل شيء وأتمنى أن ألقاهم هناك في الجنات العلا حيث لا تعب ولا حزن ولا هم و فساد ولا إفساد، نعيم مستمر ومتجدد تقر به النفوس والعيون.

فلماذا التمسك بهذه الدنيا لأي هدف آخر، ما كنت أتمناه وما أحزنني عدم تحقيق حتى هدفي الذى أتمناه ويحزنني عدم تحقيقه فنيتي فيه ايضا لله أريد هذه الأمنية لأنها سوف تسعدنى وسوف أتخذها سبيلا لرضا ربى. لأننى مرعوب من لقائه ومرعوب من الوحدة هناك فى ظلمات القبر حيث لا خلان ولا أهل ولا ولد ولا مال ولا منصب ولا زينة ولا جمال ولا أي شيء غير عملى وغير ولد صالح يدعو، وصدقة جارية. لِمَ ننتظر حتى يأتينا ملك الموت بغتة لِمَ لا نحاسب انفسنا لحظة بلحظة وعلى كل لفظة وكل قول وعمل.

(( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ))  آل عمران: ٣٠

لم لا تذرف عيوننا الدموع من الآن استعدادا ليوم الرحيل، لم لا نذرف الدموع خوفا ورهبة من خروج الروح وكيف ستخرج هل ستخرج كالشوكة تعذبنا أم تنسل بسهولة ويسر بلا ألم.

وفي حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: ((عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله)). لم لا نعلم ونفقه .أنها فانية مهما طالت ومهما طال حزننا وعذابنا وألمنا فيها فهي فانية هي لا تستحق شيء بكل متعاها وكل ما فيها مما يسعدنا ويحزننا، لم لا نفكركيف ستكون قبورنا هل روضة من رياض الجنة أم حفرة من حفر النار لم لا نفكر في يوم الحشر، لم لا نفكر فى الصراط هل سنمر عليه وكيف سنمر عليه هل كلمح البصر هل نزحف هل سنصل للجنة فرحين بأننا لم ندخل النار أم ستذل اقدامنا ونسقط ونذهب للجحيم، لم لا نفكر أن أقل أهل النار عذاب هو رجل وضع على إخمصيه (اصبع القدم) جمرتين يغلى منهما دماغه، لم لا نفكر في عذاب النار لنهرب منه، ولم لا نفكر في نعيم الجنة فنهرع اليه لم لا نضع في رأسنا كل هذه المشاهد، لم لا نتخيلها لم ننتظر لم ننتظر لم ننتظر أسئلة أوجهها لنفسي أولا لم نضيع الآخرة الباقية بدنيا فانية ما خُلقنا فيها إلا لنعبد من خلقنا (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) الذاريات: ٥٦

لا أقول أننا سنجلس فى المسجد نسبح ونحمد فقط لا ولكن لنعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا ونعمل لآخرتنا كأننا نموت غدا نعبد الله حق عبادته ونعمل لدنيانا على قدرها نعمل لنكسب قوتنا بالحلال، ونتقي الله في العمل فنساعد الناس فنكسب أجر تقوى الله في العمل واتقانه وأجر كوننا نفّرج كربات عن اخواننا بمساعدتهم وأجر ادخال السرور على أنفسهم، وباب النوايا الطيبة مفتوح نتزوج لننشأ أسرة صالحة ونعفف أنفسنا ونعفف أزواجنا و لننجب ذرية صالحة من حفظة الكتاب الكريم والعاملين به نحب الجميع في الله ونبغض الشر وأهله فى الله ننصح في الله نخط الكلمة من أجل رضا الله ونتركها ولا نخطها من اجل البعد عن سخط الله، نلفظ الكلمة من أجل رضا الله، ولا نلفظها للبعد عن سخط الله، نفعل كل حسن من أجل رضا الله ونترك كل قبيح هربا من سخط الله ونعدل نوايانا فلا تكون من أجل دنيا فانية ولكن تكون من أجل آخرة باقية ولكن أين البقاء هل في جنات عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين أم في لظى وجحيم. لنكن في الدنيا كأننا عابري سبيل ألا ويحك يا نفس ويحك ساعديني بسعي منك في ظلم الليالـي لعلك في القيامــــة أن تفوزي. بطيب العيش اللهم قنا عذاب جهنم اللهم اجعلنا من اهل الجنة فى الفردوس الاعلى بجوار حبيبك المصطفى (عليه الصلاة والسلام)، اللهم اجمعنا في الجنة مع الأهل والأحباب، اللهم رد انفسنا إلينا ردا جميلا ولا تجعل للشيطان علينا سبيلا، واجعلنا من عبادك الصالحين المصلحين، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا اللهم آمين.


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه