ايات من القرأن الكريم

قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي

الآية رقم 14

من سورة الزمر

02 / 02 / 2015

ما حكم خطأ الإمام في القراءة أثناء الصلاة الجهرية ؟...

السؤال :

السلام عليكم ما حكم خطأ الإمام في القراءة أثناء الصلاة الجهرية ؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هذا الخطأ يسمى عند علمائنا رحمهم الله “زلة القارئ” وقد فصَّل فيه الشيخ إبراهيم الحلبي في شرحه لـ”منية المصلي” المسمى “غنية المتملي” والمشهور بـ”حلبي كبير” ويقصد بزلة القارئ الخطأ في القرآن وخلاصة التفصيل؛ إن الخطأ في القراءة قد تكون في الحركات الإعرابية أو في الحروف أو الكلمات أو الآيات.

  • ففي زلة الحركات الإعرابية والسكون قالوا: إن غيَّر المعنى تغييرًا فاحشًا مما اعتقاده كفر تفسد الصلاة وإن كان التغيير طفيفًا ومثله موجود في القرآن لا تفسد.

ومثلوا للتغيير الفاحش بقراءة المصَوَر بفتح الواو بدل “المُصَوِر” بكسرها؛ الوارد في أواخر الحشر، أو المُنْذِرين بدل “المُنْذَرين” في قوله تعالى {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ} الصافات177.

  • وفي زلة الحروف تفسد إن غيرت المعنى تغيرًا كفريًا ولا تفسد أن كان طفيفًا، ومثال التغيير الكفري أن يقرأ الشعير بدل “السعير” مثلاً. ومثال الذي مثله في القرآن: قراءة المسلمون بدل المسلمين في قوله – عز وجل – {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ…} الأحزاب35 فلا تفسد عند الجمهور، وقال أبو يوسف: تفسد.

أما العاجز عن النطق بالحرف؛ كغير العربي الذي يبدل حاء قوله – عز وجل – {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الفاتحة2 هاءً فينطقها “الهمدُ” والألثغ الذي يجعل السين أقرب إلى الثاء؛ أو الراء أقرب إلى الغين أو الواو، فهؤلاء صلاتهم صحيحة بعد الاجتهاد في تصحيح النطق بما يستطيع لأنه مأمور أن يتقي الله ما استطاع، وكما أن من عجز عن القيام جاز له أن يصلي بالقادرين عليه إمامًا فإن هذا مثله، فكلٌ منهما عاجز عن الاتيان بركن، هذا عن القيام وهذا عن القراء، ولما صحت صلاة العاجز عن القيام وإمامته، صحت صلاة العاجز عن النطق بالحرف وإمامته.

وفي زيادة حرف كتشديد أنَا، أو فك مدغم كقراءة وانهى في قوله – عز وجل – {وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ} لقمان17 وقراءة رادِدوه بدل رادوه في قوله {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} القصص7 وكذلك لو نقص حرفًا، في كل ذلك يفسد الصلاة ما غير المعنى تغييرًا فاحشًا ولا يفسدها ما عداه.

  •  وفي تغيير كلمة مكان كلمة؛ فإن تقاربا بالمعنى وكان مثله في القرآن لا تفسد كالحكيم مكان العليم، وإن لم يتغير المعنى ولم يوجد مثله في القرآن كالفاجر مكان الأثيم في قوله – عز وجل – {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ} الدخان43-44 فعن أبي حنيفة ومحمد لا تفسد، وعن أبي يوسف روايتان، ولو لم يتقاربا ولم يوجد مثلها في القرآن فسدت الصلاة.
  • والتقديم والتأخير لكلمة أو جملة أو آية، إن لم يتغير المعنى لا يفسد الصلاة، وإن غير المعنى تغييرًا فاحشا كقوله “إن مع اليسر عسرًا” يفسد الصلاة.

 

 

د. عبد الستار عبد الجبار

عضو المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء

للدعوة والإفتاء


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه