متزوج منذ ٨ اشهر وعن طريق المزاح نطقت كلمة الطلاق حيث قلت: انت طالق. فهل تحتسب هذه طلقة او...

السؤال :

السلام عليكم متزوج منذ ٨ اشهر وعن طريق المزاح نطقت كلمة الطلاق حيث قلت: انت طالق. فهل تحتسب هذه طلقة اولى علينا؟ علمًا أني لم اكن اقصد ذلك بل خرجت مزاحا. وبعد مدة نطقت بكلمة الطلاق مرة أخرى مازحا ولم اقصد، فهل تحتسب هذه طلقة ثانية علي أم لا تحتسب؟ وما الحكم في ذلك وما الذي يجب علي؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الكلمة لها قيمتها في ديننا فدخول الدين بكلمة الشهادة، والخروج منه بكلمة الكفر والردة، والنكاح يقع بكلمة وكذلك الطلاق، لذا اتفق أهل العلم على أن حكم الهازل في طلاقه ونكاحه ورجعته يقع ويؤخذ به ولا يلتفت إلى قوله (كنت مازحاً) وذلك لما ورد أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال (ثَلَاثٌ جَدُّهُنَّ جَدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جَدٌّ النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالرَّجْعَةُ)([1]).

فالجد: التلفظ بكلمة النكاح أو الطلاق أو الرجعة للمطلقة مع إرادة معناها، والهزل التلفظ بالكلمة مع عدم إرادة المعنى، وفي الحالين ينعقد النكاح وينفرط عقد الزواج وترجع المرأة لزوجها إن تلفظ به، لدلالة الحديث على ذلك

طلاق الغضبان ج1/ص61

وهناك من اشترط مع اللفظ أن يكون مريدا لمعناه ناويا له فان لم ينو معناه ولم يرده لم يلزمه حكمه وهو قول في مذهب الامام أحمد ومالك، فقد اشترط هؤلاء الرضا بالنطق اللساني والعلم بمعناه وارادة مقتضاه، والأحاديث الدالة على وقوع الطلاق من الهازل وأنه لا يحتاج إلى النية ترد هذا القول.

وعليه فأنت مطلق مرتين ويجوز لك أن تعيش مع امرأتك لأنه ما زال لك طلقة ثالثة، فاحذر أن تتلفظ بهذه اللفظة مرة أخرى لا في الجد ولا في الهزل.