ايات من القرأن الكريم

عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى

الآية رقم 14

من سورة النجم

23 / 11 / 2014

هــل الآية ((وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّك...

السؤال :

السلام عليكم هــل الآية ))وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)) الاسراء79 خـاصة بسيدنـا محمد صلى الله عليه وسلم أم تمنح الشفاعـة لعموم المسلمين الملتزمين بها ؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الشفاعة هنا هي الشفاعة العظمى وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وهناك شفاعات عدة سينال بعض المؤمنين منها شيء كشفاعة الشهداء والصديقين والعلماء.

وفي الآية أمر الله عز وجل أولا عباده من خلال نبيه صلى الله علية وسلم بالفرائض فقال {أَقِمِ الصَّلَوةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ الَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} والأصل في كل أمر للنبي صلى الله علية وسلم أنه أمر لأمته ما لم يرد دليل للتخصيص، فأمته مأمورة معه في إقامة الصلاة.

والآية ذكرت ثلاثة أوقات إلا أنها تضمنت الصلوات الخمس:

` فـ”أَقِمِ” معناها اجعلها قائمة دائمة، ودلوك الشمس هو وقت الظهر وقال لِدُلُوكِ وجعلها لابتداء الإقامة.

` إلى “غَسَقِ الَّيْلِ” أي شدة الظلام وهو وقت العشاء بعد مغيب الشفق، فإقامة الصلاة تبدأ من الدلوك وتستمر قائمة إلى غسق الليل؛ بمعنى أن الدوام والاستمرار يمر بوقتي العصر والمغرب، وأما قرآن الفجر فهو صلاة الفجر بالاتفاق، فالآية أشارت بصورة رمزية إلى مجموع الصلوات الخمس.

ثم أمر بعدها بالنوافل فقال {وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُودًا} والتهجد السهر وهو ترك الهجود أي النوم، وفي الشرع يقال لمن قام من النوم إلى الصلاة إنه متهجد فوجب أن يحمل هذا على أنه سمي متهجداً لإلقائه الهجود أي النوم عن نفسه.

والنافلة ما دون الفريضة، فالتهجد نافلة بنص القرآن مختصة بالرسول صلى الله عليه وسلم، أما في حق أمته فهو فضيلة، وقد جعل الله جزاء نبيه عليها ((عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)) وعسى في القرآن من الله واجبة، ومَقَامًا مَحْمُودًا هو المقام الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو مقام الشفاعة العظمى يوم القيامة، الذي سيناله نبينا صلى الله عليه وسلم من المدح العظيم من جميع الخلائق.

وهو مقام الشفاعة في الفصل بين الخلائق ليريحهم الله عز وجل مما هم فيه من كرب أهوال المحشر، قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو يوم الْقِيَامَةِ حتى يَبْلُغَ الْعَرَقُ نِصْفَ الْأُذُنِ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ اسْتَغَاثُوا بِآدَمَ ثُمَّ بِمُوسَى ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَيَشْفَعُ لِيُقْضَى بين الْخَلْقِ فَيَمْشِي حتى يَأْخُذَ بِحَلْقَةِ الْبَابِ فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ الله مَقَامًا مَحْمُودًا يَحْمَدُهُ أَهْلُ الْجَمْعِ كلهم)) صحيح البخاري 2/536، بَاب من سَأَلَ الناس تَكَثُّرًا، حديث رقم 1405.

فالأمر بإقامة الصلوات واجب على الأمة من خلال نبيها، والأمر بالتهجد نافلة للأمة من خلال نبيها، وجزاء المقام المحمود خاص بنبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم، وأن أعطيت الأمة شفاعات عظيمة ولكن دون شفاعته كما أن إقامتها للفرائض دون إقامته، وتنفلها بالتهجد دون تهجده.

 

 

د. عبد الستار عبد الجبار

عضو المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء

للدعوة والإفتاء


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه