26 / 06 / 2013

والدي يمنعني من دخول المسجد وقام بتمزيق المصحف فما حكم ذلك ؟...

السؤال :

السلام عليكم والدي يمنعني من دخول المسجد وقام بتمزيق المصحف وهو يشرب الخمر فما حكم ذلك؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ثباتك على الصلاة في المسجد يقوي صلتك بالله لأنَّ الله عز وجل وصف عمار المساجد بالإيمان فقال {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهتدينَ} التوبة18 فكن منهم لأن عمارة المسجد علامة الإيمان.. وربما كان منعُ والدك لك من دخول المسجد خوفًا عليك من عناصر المليشيات المجرمة؛ وهو خوف مشروع.

وتمزيق المصحف كفر وخروج من الملة؛ لأنه يمثل إهانة لكلام الله يجب على فاعله التوبة والاستغفار؛ وإذا مات قبل التوبة؛ مات على غير ملة الإسلام.

وشرب الخمر كبيرة من كبائر المعاصي وهو مخالف لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} المائدة90 فهو رجس ونحن مأمورون باجتناب هذا الرجس.

ولكن هذا لا يبيح لك مقاطعة أبيك، بل حاول دعوته بالحسنى لترك الخمر وادع الله له أن يتوب عليه.

ومهما يصدر من أبيك فمن الواجب عليك شرعًا أن تبره وتحسن إليه وفي القرآن الكريم {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} لقمان15 فالأبوان المشركان لا يطاعان إن أمرا بالشرك ويصاحبان بالمعروف وهذا تكليف لك من الله بأن لا تطيع والدك في أمر ترك الصلاة في المسجد إلا إذا كان خائفًا على حياتك، ولكن تبقى الصحبة له بالمعروف مهما صدر منه؛ وتحسن إليه وتتفانى في بره والله يهدي إلى سواء السبيل.

 

د. عبد الستار عبد الجبار

عضو المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء

للدعوة والإفتاء


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه