ديوان الوقف السني ينظم وقفة احتجاجية ضد حملات الإساءة المتكررة من دول الغرب ضد رسول الله...

رداً على الإساءات المتكررة على حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، نظم ديوان الوقف السني وقفة احتجاجية يوم الاربعاء الموافق 21/1/2015 في مقر الديوان ، ضد الحملات المستمرة على خاتم الانبياء وكان اخرها ماقامت به صحيفة فرنسية من نشر رسوم مسيئة لحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم .

واستهلت الوقفة الاحتجاجية بقراءة آيات عطرات من الذكر الحكيم ، بعدها جاءت كلمة رئيس ديوان الوقف السني معالي الدكتور محمود الصميدعي التي جاء فيها : لقد اساء نفر ضال من أناس عمت بصيرتهم وملأ الحقد قلوبهم فأساؤا مرة اخرى الى نبي الهدى والرحمة والانسانية ( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر ) انه إرهاب من نوع اخر وانها حرب ضد الاسلام والمسلمين وإساءة بالغة للمقدسات والقيم والاخلاق ، ان الاعتداء على المقدسات لايندرج تحت حرية التعبير والاستهزاء برمـوزنا وإسلامنا وقرآننا ورمز الطهر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لايندرج تحت يافطة مهلهلة أسمها حرية الرأي .

ونحن اذ نستنكر وندين هذه الإساءة ، نطالب الحكومات التي تؤمن بالتعايش مع الاخر ان تحترم رمزية نبينا صلى الله عليه وسلم ومكانته في نفوس أكثر من مليار وستمئة مليون مسلم في أنحاء الكره الأرضية, ونقول اعدلوا في موازينكم فلماذا تصفون مجرد الهجوم الكلامي على الصهيونية بأنه معاداة سامية ؟ والهجوم الكلامي على الزنوج بأنه عنصرية ؟ ونقد التسيب الجنسي بأنه تعصب وشوفينية؟ ثم تصفون الكلام المؤذي للمسلمين من خلال الإساءة لرسولهم صلى الله عليه وسلم بأنه حرية رأي ؟

وهل من حرية الرأي أن نتبادل الشتائم ؟ فيجب أن يعلم هؤلاء أن ما يسمونه حرية رأي هو عدوان علينا لأن حرية كل فرد تنتهي عندما تصطدم بحريتي وحقي .

ان الرسوم المسيئة والأفلام القذرة قد تجاوزت كل حدود القيم والمبادىء والأخلاق والأعراف وهي استهزاء واضح بالإسلام والمسلمين وفعل شنيع وهجمة شرسة واستهداف لقيم الحب والفضيلة .

(يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )

(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) .

مرة اخرى يكشر الحاقدون عن أنيابهم وينفثون سمومهم مرة بقلم هابط رخيص أو قلم حاقد أو رسم خبيث مأجور انها إساءة ليست لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاشاه لأن الله قد كفاه المستهزئين بل انها إساءة للأمة الاسلامية وولاة الأمر فيها لأنهم اصبحوا غثاءً كغثاء السيل وزبدا كزبد البحر أمة هانت فوهنت وتفرقت فضعفت فلا يحسب حسابها ولاينظر اليها الا كقطيع من البشر لاحـول لـهم ولا قـوة هم يسـخرون مـنا ونحن في فرقة واختلاف هم ينالون من نبينا واسلامنا ونحن سكارى ومـا نحن بسكارى نعيش نشوة القتل بعضنا لبعض هم يسـتهزئون بقيمنا ورمـوزنا ونـحن نستجدي منهم الفواحش والرذيلة ونرتكب المعاصي والأثام فمن نحن كي ندافع عنك يا رسول الله والله كافيك عما يفعل الكافرون ولكننا نقف اليوم نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا عـلى الـناس لعـلها تكون ساعـة استجابة لـقد استبـيحت الأعراض وانتهكت الحرمات واستشرى القتل والارهاب واخرج الناس من ديارهم بغير ذنب وضاقت بهم الارض بما رحبت لا لجريمة ارتكبوها او ذنب اقترفوه الا كونهم مسلمون يتبعون كتاب الله وسنة رسوله .

فالإدانة لاتكفي ولابد من موقف مسؤول لا تصريح خجول ولابد من صوت يصرخ في ارجاء المعمورة ، لبيك يارسول الله لبيك يارسول الله .

((إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)) .

اعلموا ان ما نشر من رسوم مسيئة هو سبب من أسباب النصر ضد هؤلاء الحاقدين وهو ردة فعل لصوت الإسلام الذي اخذ يدوي في أصقاع الدنيا والنور الذي ينشر

ضياءه رحمة وحبا وخيرا لعل هذه الهجمة تكون ناقوسا يوقظ الأمة من سبات عميق ولعلها تجد ضالتها في صفحة جديدة من التلاحم والتآزر أمام هذه الأفعال الشنيعة والمنكرة فقد علا صوت المسلمين في مشارق الارض ومغاربها يصدح بحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويسخر من أصوات شاذة رخيصة نتنة.

وفي هذه المناسبة ندعو الحكومة العراقية والحكومات العربية والإسلامية لأن تكون لها وقفة جادة من الدول التي تسيئ لنا بهذه الطريقة , من خلال المقاطعة السياسية والاقتصادية للحكومات التي لاتحترم عقائدنا فرسول الله صلى الله عليه وسلم أغلى بكثير من أن نقبل بشتمة مقابل سندويج جبن مستورد من هنا أو هناك , ولا يجوز لنا أن نجعل الذي يشتم نبينا صلى الله عليه وسلم ينعم بالدفء والغاز والوقود المستورد من أرض بناها مجد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم .

كما ندعو منظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية لأن تكون لهما وقفة جادة بوجه هذه الحكومات , وأن تطالبا حكومات الدول الأعضاء فيها بمثل هذه الوقفة نصرة لله ولرسوله (ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز ) .

بعدها جاءت كلمة ممثل المجمع الفقهي لكبار العلماء القاها الشيخ الدكتور عبد الستار عبد الجبار الذي طالب من الحكومات العربية وخاصة العراقية ان يكون لها موقف جاد ضد هذه الهجمة الشرسة على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، ودعا الشيخ عبد الستار الى تحرك دبلماسي من جميع الحكومات العربية ضد تلك الدول ، واضاف: أن الغرب سياسته مزدوجة مقيتة، عندما يجرم الكلام ضد الصهيونية، في حين يتجه ضد الصهيونية، عاداً أن الإساءة ليست للرسول، بل إساءة للأمة الإسلامية وولاة الأمر فيها، ودعا الشيخ عبد الستار إلى ضرورة الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لأنها هي التي توحدنا وتقضي على جميع صور الاختلاف بين أبناء الأمة.