28 / 09 / 2016

الزكاة حق للفقير

حقيقة الزكاة الزيادة يقال زكا يزكو زكاء وزكى وتزكى. والزكاة هو الجزء من المال الذي يجب إخراجه على سبيل الصدقة، بما جاءت به الشريعة الإسلامية، والزكاة إنما سميت الزكاة بالشيء القليل؛ لأنه يؤخذ من المال ربع عشره فهو قليل من كثير. وفي الشرع اسم لقدر من المال، يصرف لأصناف مخصوصة بشرائط، وسميت بذلك؛ لأن المال ينمو ببركة إخراجها، ودعاء الأخذ. والزكاة وجبت في الكتاب والسنة ففي القرآن الكريم ذكرت في أكثر الأحوال مقترنة مع الصلاة، منها: ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)) (سورة البقرة الآية:43). و :((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)) (سورة البقرة الآية:277) ، وذكرت في مواضع أخرى مفردة منها قوله تعالى: ((وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأولَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ)) (سورة الروم الآية:39).

وفي السنة بني الإسلام على خمسة أركان، والزكاة أحد أركانه. وهناك الكثير من الأحاديث التي تحث على إخراج الزكاة، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأمرنا بالصلاة والزكاة والصلة والعفاف)). و ((خير الصدقة ما كان عن ظهر غني أو  اليد العليا خير من اليد السفلى وأبدا بمن تعول)).

وحينما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن أوصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ((انك تأتي قوماً أهل كتاب، فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا اله إلا الله، وان محمدا رسول الله، فان أطاعوا لك في ذلك، فاخبرهم إن الله فرض عليهم خمس  صلوات، في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك في ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم …)) . وبهذا فإن الصدقة زكاة والزكاة صدقة يفترق الاسم، ويتفق المسمى، ولا تجب على المسلم في ماله حق سواها. و أول زكاة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي زكاة الفطر، صاعاً من الطعام، أو  صاعاً من شعير، أو  صاعا من تمر، أو  صاعاً من أقط، أو  صاعا من زبيب. وفرضت على العبد والحر والذكر و الأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى المصلى. وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث. وتصرف هذه الصدقة على المساكين في يوم عيد الفطر. أما زكاة الأموال فعن قيس ابن سعد قال: ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بصدقة الفطر قبل أن تنزل الزكاة . فلما نزلت الزكاة، لم يأمرنا ولم ينهنا، ونحن نفعله)). واختلف في تأريخ فرض زكاة الأموال منها في السنة الثانية والثالثة، وقيل في السنة الرابعة للهجرة. والزكاة تجب في الأموال المرصدة للنماء أما بأنفسها، أو  بالعمل فيها طهرة لأهلها، ومعونة لأهل السهمان. و أموال الزكاة ضربان، ظاهرة وباطنة، فالظاهرة ما لا يمكن إخفاؤه كالزرع والثمار والمواشي، والباطنة ما أمكن إخفاؤه من الذهب والفضة وعروض التجارة. والزكاة يشترط في وجوبها الإسلام والحرية والملك التام والنصاب والحول.

والزكاة ركن مهم من أركان الإسلام؛ لأنها تحلي المسلمين بأوصاف التضحية لوجه الله تعالى، وتزيل من قلوبهم الأثرة وحب الذات، وضيق الصدر، وعبودية المال .

 


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه