29 / 01 / 2014

جامع الحيدر خانة تأريخ كبير شهد احداثاً سياسية ووطنية ودينية...

في يوم من الأيام زرت السوق العربي وشارع المتنبي لشراء بعض الحاجات كما سنحت لي الفرصة للإطلاع على أجمل الحيوانات والطيور واغربها في سوق الغزل , وخلال جولتي شاهدت جامعاً يشمخ وسط البنايات الموجودة في تلك المنطقة وعندما سالت عن أسم الجامع أجاب احد أصحاب المحال المقابلة له يطلق عليه جامع الحيدر خانة , فقررت حينذاك إن اكتب تقريراً مفصلاً عن هذا الجامع الجميل والعريق

سبب تسمية الجامع بهذا الاسم

    يعد جامع الحيدر خانة من الجوامع الكبيرة في بغداد خصوصا والعراق عموما  وهو يقع في منطقة الحيدر خانة واليها نسب اسمه . ويشرف الجامع على شارع الرشيد بواجهة واسعة يتوسطها الباب الرئيس للجامع وعلى شمالها باب آخر, وشيدت فيه مدرسة تدرس العلوم العقلية والنقلية إذ عين فيها المدرسون الذين هم من أفضل علماء عصره , و كانت حافلة بطلاب العلم والأدباء والفضلاء من أهل بغداد

قصة تأسيس الجامع 

    أسس هذا الجامع على يد داود باشا أخر الولاة المماليك الذين حكموا بغداد من سنة 1163 – 1246 هـ (1749 – 1830م ) والذي ينحدر من أسرة مسيحية فقيرة كانت تسكن جورجيا. ويتكون جامع الحيدر خانة من ساحة واسعة وحرم للصلاة تعلوه قبة كبيرة تكتنفها قبتان أصغر منها , وبنيت هذه القباب من الخارج بالقرميد الملون ومليت رقبة القبة الكبيرة بحزام كتبت عليه سورة الليل ((والليل إذا يغشى …)) وآية الكرسي . الله لا اله إلا هو الحي القيوم ..)) وسورة الشمس ((والشمس وضحاها …)) وعن يمين هذه القباب ارتفعت منارة الجامع التي سبق ان سقطت وأعيد بناؤها على الأسس القديمة سنة 1339 هـ (1920 م) , كما يحوي الجامع على مصلى صيفي مرتفع قليلا عن ساحة الجامع يتوسطه محراب عمل من القرميد الملون والى جانبيه جنبات ذات أقواس مدببة وكتابات بالخط الكوفي المربع.
وقد أزيل المحراب المواجه للمصلى الصيفي في التعميرا ت الأخيرة ,  كما يوجد أمام المصلى الشتوي رواق معقود تعلوه خمس قباب صغيرة ولهذا الرواق مدخل كبير مقابل باب الحرم والى جانبه أربعة مداخل اصغر منه، والمدخل الكبير ذو قوس مدبب يتصل من الخارج بقوس مدبب أخر أعلى منه وتصل بين القوسين الأعلى والأسفل دلايات ومقرنصات تتوسطها آية قرآنية وكتابة تؤرخ بناء الجامع ويحيط بالحافة العليا للبناء شريط من الزخارف الهندسية الحفرية على شكل معينات متكررة وقد ظهر هذا الشريط على جميع الجدران الخارجية للجامع .

حكاية الجامع الثائر

كانَ لتأسيس جَامع الحيدر خانة ثم المدرسة التي لحقت به اثر كبير في نشر الوعي وبث النهضة الدينية والفكرية،ولم تقتصر أهميته على النطاق المحلي، بل وصلت إشعاعاتها الى مناطق عديدة من البلاد العربية والإسلامية. حيث ينتصب في هذه المحلة البغدادية العريقة الجامع الذي يعدّ من أتقن جوامع بغداد القديمة، والبغادة القدامى يسمونه بـ (الجامع الثائر)؛ لأنه كان مسرحا ومنبرا للجهات الوطنية بأحزابها السياسية وشخصياتها الدينية والسياسية إبان ثورة العشرين على الحكم الاستعماري البريطاني في العراق سنة 1920.

دعم ديوان الوقف السني

يقدم ديوان الوقف السني الدعم المادي الى جامع الحيدر خانة إذ قام بتجهيز الجامع  بفراش محرابي , ومولد 30 ك في , فضلاً عن إحالة مقاولتين لغرض الترميم وكساء أرضية الجامع بالمرمر إذ شمل الترميم الحرم والسقف وبيت الإمام والخطيب والصحيات وبيت الخادم والمؤذن و شمل ايضاً القبب والغرف الملحقة في الجامع وواجة الجامع وهناك تجهيز ( للسبالت ) ومنظومة الكاميرات سيتم تجهيزها لاحقا.

 سيرة ذاتية وأبيات شعرية

 التقيت بالشيخ علي محمود عبد العزيز الجنابي إمام وخطيب جامع الحيدر خانة إذ حدثنا عن سيرته الشخصية قائلا: أنا من مواليد1983 بغداد الكرخ وانتقلت مع والدي الى جنوب بغداد تحديداً في منطقة اليوسفية إذ أكملت دراسة الابتدائية والمتوسطة بعدها أكملت الدراسة في الإعدادية الإسلامية (مدرسة الحسن بن علي ) في منطقة المسيب وبعدها انتقلت للدراسة في كلية الإمام الأعظم  في قسم الدعوة والخطابة والفكر تخرجت سنه 2010 -2011, إذ كنت أمارس مهنة الإمامة والخطابة وانا في المدرسة الإعدادية في منطقة اليوسفية في جامع السيد عبد لله بعدها انتقلت للعيش في منطقة نفق الشرطة إذ كنت أساعد الشيخ جلال إمام وخطيب جامع ذي النورين في امامة الناس في رمضان ومن ثم انتقلت الى جامع الحيدر خانة إذ كنت اعمل بحسبة ومن ثم بأجرٍ يومي بعدها تم تعييني على الملاك الدائم وأثناء مدة الترميم الحالي كنت أمارس الخطابة في هذا الوقت بتكليف من قبل أوقاف بغداد في جامع كنعان

  كما نهديكم أجمل الأبيات الشعرية التي كتبت على جدران الجامع

إذا افتخر الباني بتشييد مابنى
فداود أولى أن يكون له الفخر
بنى جامعا كل المحاسن جامعا
مزاياه جلت ان يحيط بها الحجر
على الدهر يخشى من قويم بناءه
اذا ما المباني ثل أركانها الدهر
فسيح مصلاه رحيب فناؤه
منيف الذرا ينحط من دونه النسر
كأن دوي النحل في عرصاته
دوي المصلين الذين هم ذكرا
وخص برانيّه دون غيره
لذلك مهما جئته انشرح الصدر
فلا خيم منشيه ولا ضل حبله
ولا ناله ضد ولا مسه الضر
ولا زال من وقاه يدعو مؤرخا
لدوار عن نشيد جامعه الأجر
1242 هـــ


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه