صدقة الفطر والفدية والكفارة

السؤال :
السلام عليكم 
كم هي زكاة الفطر لهذه السنة ٢٠١٦


الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فصدقة الفطر تجب بالفطر من رمضان رفقاً بالفقراء، وإغناءً لهم عن السؤال يوم العيد؛ وتطهيرًا لصوم الصائم مما شابه من خلل أو نقص، فقد ورد عن ابن عَبَّاسٍ t قال (فَرَضَ رسولُ اللَّهِ e زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ من اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، من أَدَّاهَا قبل الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ من الصَّدَقَاتِ)، رواه أبو داود وابن ماجه.

وقد ذهب الجمهور إلى وجوبها على كل مسلم قادر على إخراجها؛ لقول ابن عُمَرَ رضي الله عنهما (فَرَضَ رسول اللَّهِ e زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا من تَمْرٍ أو صَاعًا من شَعِيرٍ على الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ من الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بها أَنْ تُؤَدَّى قبل خُرُوجِ الناس إلى الصَّلاةِ) رواه البخاري ومسلم.

وفسر الجمهور القدرة على إخراجها بملك نفقته ونفقة من يعول ليلة العيد ويومه، وفسرها الحنفية بملك مقدار النصاب الذي تجب فيه الزكاة.. ويؤديها المكلف عن نفسه وعمن تجب عليه نفقته.

وذهب الحنفية والصحيح عن المالكية إلى أنَّ وقت وجوبها فجر يوم العيد فمن مات قبل الفجر فلا فطرة عليه، ومن ولد قبله فعليه الفطرة، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن وجوبها بغروب شمس آخر يوم من رمضان؛ فمن مات بعد الغروب فعليه الفطرة؛ ومن ولد له ولد بعده لا تجب عليه زكاة الفطر.

متى تُخرج؟ جوّز الشافعية والحنابلة تقديم إخراجها على وقت الوجوب يوماً أو يومين؛ وأجاز الحنفية وبعض الشافعية تقديمها في رمضان.

فيم تجب؟ عند الجمهور يجب إخراج صاع من غالب قوت البلد، وأوجبها الحنفية في أربعة أشياء: نصف صاع من الحنطة أو صاع من الشعير أو التمر أو الزبيب لأنها القوت عندهم.

هل يجوز إخراج القيمة؟ أجاز الحنفية إخراج القيمة وقالوا: الواجب على المخرج إغناء الفقير يوم العيد عن المسألة لما روي عنه e (اغنوهم عن الطواف في هذا اليوم) والإغناء يتحصل بالقيمة؛ بل ربما يكون الإغناء بالقيمة أتمَّ وأيسر لأنها أقرب إلى رفع الحاجة.

والصاع يقدر عند الجمهور بقرابة (2,5) كغم؛ وعند الحنفية بـ(3,8) كغم، وعلى هذا الأساس يمكن لكل مكلف أن يقدر قيمة زكاته في كل عام.

ويخرجها المكلف من غالب قوته فإذا كان يأكل الرز من نوع راق يخرجها من النوع نفسه أو من قيمته، فمن يشتري الرز بسعر 2000 دينار للكيلو الواحد يخرجها من هذا الرز أو يخرج قيمته والتي تساوي 5000 دينار، ومن كان غالب قوته من الرز بسعر ألف دينار للكيلو الواحد فيخرجها من هذا الصنف، وبالقيمة تكون 2.500 دينار، وهذا على مذهب الجمهور.

لمن تدفع صدقة الفطر؟ لا يجوز لك أن تعطي زكاة أموالك وزكاة الفطر لمن تجب عليك إعالتهم وهم أصولك (والداك الفقيران ووالداهما) وفروعك (أولادك من البنين والبنات وأولاد البنين) وما سوى ذلك من القرابات فيجوز كالأخوة والأخوات، بل يقع في الدفع لهم أجران أجر الصلة والصدقة.

ماذا على من لم يخرجها؟ أوجب الأئمة جميعهم قضاءَها على منْ تركَ إخراجَها في وقتها ويكون آثماً للتأخير، وتكون صدقة من الصدقات وليست صدقة فطر.

فدية الصوم:

مقدار الفدية في قوله تعالى }وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ{ _{البقرة، 184} وقدّر طعام المسكين عند الحنفية: بقدر زكاة الفطر عيناً أو قيمةً.. وعند الجمهور: مد (ربع صاع) من غالب قوت البلد؛ على عدد ما فاته من الأيام.

كفارة الإفطار المتعمد في رمضان:

من أفطر متعمدًا في نهار رمضان فكفارته واحدة من ثلاث:

– عتق رقبة، فإن لم يجد، تحول إلى:

– صيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع تحول إلى:

– إطعام ستين مسكيناً؛ لكل مسكين مدٌ من غالب قوت البلد عند الجمهور، وعند الحنفية نصفُ صاعٍ من قمح أو صاعٌ من تمر أو شعير، أو يعطي القيمة.

 

الشيخ الدكتور عبد الستار عبد الجبار

عضو الهيئة العليا للمجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والافتاء

نائب رئيس مجلس علماء العراق