ايات من القرأن الكريم

قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ

الآية رقم 72

من سورة الزمر

02 / 02 / 2015

ما حكم إطلاق الرصاص العشوائي في السماء عند المناسبات أو بعد تحقيق فريق ما فوزا في رياضة ما...

السؤال :

السلام عليكم ما حكم إطلاق الرصاص العشوائي في السماء عند المناسبات أو بعد تحقيق فريق ما فوزا في رياضة ما ؟

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مما يؤسف له أن نعبر عن الفرح أو الحزن بإطلاق الرصاص في الجو وبصورة عشوائية، وأن نمارس رياضة كرة القدم بطريقة تتنافى مع شريعتنا، فمقصد هذه الرياضة تنشيط الجسم والترويح عن النفس والتسلية المباحة، وعندما تخرج إلى مراهنات وإطلاق نار تكون قد خرجت عن مقصدها فتصبح حراما للضرر والإفساد.

وإطلاق الرصاص بهذه الطريقة إن أدى إلى مقتل بريء فهو كبيرة من الكبائر لقوله تعالى {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} المائدة32 فإذا عُرف الرامي فعقوبتُه الديةُ الشرعيةُ والكفارةُ وإن كانوا أكثر من واحد فهم شركاء في الدية تدفع لأهل المقتول؛ والكفارة وهي عتق رقبة مؤمنة، ولأنه لا توجد رقاب اليوم فيصار إلى صيام شهرين متتابعين لأنه قتل خطأ.

فقد أجمع أهل العلم على أن القتل الخطأ أن يرمي الرامي شيئا فيصيب غيره([1]) وهذا متوافر هنا بل أفحش، لأن من يقتل خطأ له مقصد مشروع كالصيد؛ أما هذا فليس له مقصد مشروع بل فعله عبث غير مبرر فتترتب عليه العقوبة السابقة لقوله تعالى {وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ} النساء92.

وهذا الرمي العشوائي غالبا ما يكون في الطرقات والمجالس العامة وممارسة مثل هذه الأعمال فيها فيه ذنب آخر وهو الإيذاء للآخرين، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ على الطُّرُقَاتِ. فَقَالُوا: ما لنا بُدٌّ إنما هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فيها. قال: فإذا أَبَيْتُمْ إلا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا. قالوا: وما حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قال: غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٌ عن الْمُنْكَرِ)([2]) فحق الطريق كف الأذى، والناس تتأذى من إطلاق الرصاص وعلى المسلم الصادق كف هذا الأذى، وعلى الجهات الأمنية بسط الأمن والسيطرة على مثل هذه المظاهر ولو بعقوبات تعزيرية.

وفي هذا الرمي العشوائي إسراف، فالإسراف إنفاق المال في غرض خسيس وهو محرم لقوله تعالى {وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} الأعراف31.. وفيه تبذير، فالتبذير تفريق المال وتضيعه فيما لا نفع فيه وهو حرام أيضا لقوله تعالى {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً} الإسراء26 وهو حاصل هنا لعدم نفع الرمي.

فنحن مؤتمنون على أموالنا الخاصة التي لا يجوز أن تستعمل لأغراض خسيسة ولا تضيع فيما لا نفع فيه، ومؤتمنون على المال العام فلا يجوز أن يستعمل إلا فيما رصد له، والله سائل كل مؤتمن عما ائتمن عليه حفظ أم ضيع، وعلى الدولة أن تضرب على هذه الأيدي المسرفة المبذرة سواء كان الإسراف والتبذير في المال الخاص؛ أو العام من قبل قواتها.

([1]) ابن المنذر، الإجماع ص114.

([2]) رواه البخاري 2/870، بَاب أَفْنِيَةِ الدُّورِ وَالْجُلُوسِ فيها، حديث رقم 2333.

د. عبد الستار عبد الجبار

عضو المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء

للدعوة والإفتاء


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه