رمضان شهر العفة

د. محمود عبد اللطيف حمد

ان من الدروس المهمة في شهر رمضان هي العفة ومنها عفة الفرج ، والفم ، وعفة النفس عن كل الشهوات ففيه رياضه للنفس ليداوم عليها شهراً كاملاً فمن استطاع أن يبتعد عنها فهو قادر على ان يبتعد عنها طوال العام ومن كَرَمِ الله – تعالى – أنَّه ما حرم شيئاً على هذه الأمة الا وفيها صحة ومنفعة للأنسان بل إنَّ الله – تعالى – منعنا من الاقتراب اليها حتى نكون بعيدين عنها فكيف بمن اقترفها حيث قال – تعالى – : ((وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )) ( سورة الانعام الآية : 151 ) .

ومن أعظم الفواحش هي الزنا وما شابهها من محرمات فهو في حد ذاته ظلم للانسان لنفسه فضلاً عن مايؤول اليه من مشاكل اجتماعية ، ونفسية ، وهو أكثر الأمور زوالاً للنعم ، وحلول النقم زيادة على ما يعانيه صاحبه من أمراض لم يجد الطب لها علاجاً الى اليوم . كالسيلان ، والهربس ، والأيدز .

وغيرها من الامراض التي تفشت في زماننا ، وما يؤدي الى اضاعة المال ، والأهل ، والعيال ، وإلى عقوبة الله عليه يوم الدين حيث قال – تعالى – : ((وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً )) (سورة الاسراء الآية : 32) .

ويعاني المجتمع من ويلات الزنا على الاطفال الذين يولدون من غير أب وام وقد يلقى أحدهم في الشارع فيربى فاقِداً لحنان الأب والام لذا قد يكون ذلك سبباً إلى ان يكون مجرماً فيما بعد ؛ لذلك نهى القرآن والسنة الشريفة عن هذه المحرمات فمن الأحاديث الشريفة قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (( ان من اشراط الساعة : أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا )) .

وأمَّا زنا الجوارح ؛ فقد حذر منه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حيث قال : (( إجتنبوا السبع الموبقات قالوا يارسول الله وما هن ؟ قال : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )) .

ومن العفة غض البصر فهو مدعاة لاقتراف المعاصي ومنها الزنا وكذلك الغيبة والشهوات بكافة انواعها التي فيها إحصان الفرج والفم حيث قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (( من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه اغض وأحصن للفرج ومن لم يستطيع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ).

قال ابن القيم : (( ونظر الفجأة هي النظرة الاولى التي تقع بغير قصد فما لم يعتمد القلب لا يعاقب عليه . فاذا نظر الثانية عمداً أثم ، فأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عند نظرة الفجأة أن يصرف بصره ، ولا يستديم النظر : فإن إستدامته كتكريره)).

فما أحوجنا الى ان نتبع القرآن والسنة النبوية طوال العام وليس في شهر واحد .