16 / 11 / 2014

الحج نقطة تحول في حياة البشر وتذكير بيوم القيامة

فرض على كل مسلم قادر على أداء الحج ، ويكون الحج في موعد محدد وهو في اليوم التاسع 9 من شهر ذي الحجة (الشهر 12) من كل سنة هجرية ويأتي فيه الكثير من المسلمين بمعدل 3 ملايين إلى مكة المكرمة من كل أنحاء العالم بلباس أبيض موحدين لله تاركين الشّرك والنفاق والفسوق ، والحج نقطة تحول في حياة كل مسلم لذلك مجلة الرسالة الإسلامية أعدت ملفاً خاصاً عن هذا الركن المهم من أركان ديننا الحنيف …

مقاصد الحج

البداية كانت مع الشيخ عدنان فاضل إمام وخطيب جامع التقوى الذي تكلم عن مقاصد الحج العظيمة وأسرار تشريعه السامية النبيلة قائلاُ: إن أعمال الحج تذكِّر بالآخرة, فحينما يُعدُّ الحاج زاده وعدته للسفر فليطلب ذلك من المال الحلال،  فإن الله – تعالى- لا يقبل عبادة نشأت من مال حرام، وليكن استعداده بالزاد المادي الذي به تقوم الحياة مذكرا له بزاد الآخرة وهو التقوى.

وأضاف : من مقاصد تشريع الحج تحقيق حسن الخلق، فلا يخفى على صغير وكبير أن الله – تعالى- نهى عن الفسوق والجدال في الحج، كما أن النبي -عليه الصلاة والسلام- ذكر في صفات الحج المبرور ولكي يوفق الحاج في حجه أن لا يرفث أو يفسق، والمجاهدة في ذلك برغم ما يعترضه من مشقة وتعب وزحام ، مشيرا الى المجاهدة لتحقيق وامتثال حسن الخلق هو من مقاصد الشريعة في تشريع هذه العبادة العظيمة، وأن مكانة حسن الخلق في الإسلام سامية وجليلة، والنصوص الواردة والوعد الوارد في ذلك يبين كثرة مكانة حسن الخلق وتنوعها في الإسلام.

دعوة للتغيير

أما الدكتور في مجال علم النفس زيد الدليمي قال: إن الراحة النفسية التي يعيشها الحاج لا يعيشها إلاّ في بيت الله الحرام ؛ وذلك لأنه سيذهب إلى حياة أخرى ليست كحياتنا حياةٌ لها طابع خاص، ولبس خاص، ومعاملات خاصة ، فتجد المسافر يسأل أسئلة كثيرة قبل السفر، ويسأل كذلك في أثناء السفر الى بيت الله الحرام.

ومن الأخلاق التغييرية للحاج قبل سفره نص العلماء على استحباب الرفقة الصالحة للحاج في حجته؛ وذلك لأن الإنسان بطبيعته يتأثر بمن حوله، فلو نوي الحج بنية التغيير وكانت الرفقة سيئة، فإنه سيتأثر بهم ويرجع من حجته كما كان ولهذا قال ابن الجوزي – رحمة الله- احذر معاشر الجهال فإن الطبع لص، لا تصادقن فاسقاً، فإن من خان أول منعم عليه، لا يفي لك.

واضاف: الكثير من المرضى انصحهم في الحج او العمرة؛ لأنها علاج نفسي للمريض الذي يعاني من اضطرابات نفسية فهي علاج لجميع العقد والأمراض النفسية .

مساواة في الحج

الشيخ محمود محمد قال : يبدأ الحاج مناسك الحج بعد الانتهاء من الاستعدادات بلبس الإحرام الأبيض وهذا الإحرام بشكله ولونه وطريقة لبسه يدعو الحاج إلى التغيير وذلك من وجوه عدة، إن اللون الأبيض يرسل للحاج رسالة مفادها المساواة فالكل في الحج يلبس اللون الأبيض فلا تمييز بالألوان، ولا تمييز بالإشكال و لا تمييز بنوعية القماش، وإنما الكل يتساوى في تلك البقعة من الأرض فليس على لباس إحرام الأمير نياشين، ولا يحق له ان يلبس فوقه العباءة، كما أنه لا يجوز لحاج وهو محرم وضع النجوم والتيجان على ملابس الإحرام ولو كان ذلك لتنظيم السير وهكذا الكل يتساوى أمام الرب – تبارك وتعالى – : فكلهم لآدم وآدم من تراب.

وأما شكل لباس الإحرام وطريقة لبسه فإنه يذكر الحاج باليوم الآخِر وينقل نفسية الحاج من النفسية الدنيوية إلى النفسية الأخروية.

الحج ، دروس وعبر

من جهته قال الشيخ صفاء الحيالي: إن المتأمل في هذا الركن العظيم من أركان الإسلام ليجد أن هنالك العديد من الدروس والعبر, فإن الحج تجتمع فيه مختلف أنواع العبادات البدنية والمالية؛ فيحج الحاج بنفسه ويؤدي العبادة من طواف، وسعي، ووقوف بعرفة، ومبيت بمزدلفة ورمي للجمار، وغير ذلك من أعمال الحج ويدفع الحاج ماله من أجل ذلك كما أنه يدفع ماله من أجل ذبح الهدي إن كان متمتعاً أو قارناً، ويمكن استخلاص أبرز تلك الدروس والعبر التي يمكن الافادة منها في الحج : :

  • . تحقيق تقوى الله – عز وجل- بتوحيده:

المسلم بأدائه هذا الركن العظيم يحقق التقوى التي أمره الله – تعالى- بالتزود منها بعدما نهى عباده عن فعل المعاصي والآثام وأمرهم باجتناب الرفث، والفسوق، والجدال في الحج فقال – سبحانه وتعالى- : (( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ )) ( البقرة: 197 )، والتقوى لا تكون إلا بتوحيد الله – عز وجل- وذلك بإفراده – سبحانه وتعالى- بالعبادة وعدم إشراك أحدٍ مع الله – تعالى- في عبادته, وهذا يتجلى واضحاً في الحج فإن الحجاج يجيبون رباً واحداً قائلين: ((لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)).  وهذا هو التوحيد، فإن معنى لبيك لا شريك لك لبيك أي:استجابة لك وحدك فإنه لاشريك لك في عبادتك.

وهذا درس للمسلمين في كل مكان  يوضح وجوب تحقيق التوحيد بعبادة الله – تعالى- وحده؛ وعدم دعاء غير الله من الأولياء أو الأموات أو غيرهم من المخلوقين فإن ذلك يوقعهم في الشرك الأكبر المخرج من الإسلام.

  1. الحج يحقق وحدة المسلمين وقوتهم :

فالحجاج إلى بيت الله الحرام تختلف بلدانهم ولغاتهم وألوانهم لكن يجمعهم شيء واحد هو الإسلام فيجتمعون في الحج وتبلغ أعدادهم ملايين الأشخاص وينتقلون من مشعر إلى مشعر في منظر يشعر بالرهبة ويدل على أن قوة المسلمين هي في اجتماعهم على كتاب الله – تعالى- وسنة رسوله وهذا يغيظ الشيطان كما ورد ذلك عن رسوله الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فما رئي الشيطان أصغر ولا أحقر ولا أذل منه في يوم عرفة إلا ما رئي منه يوم بدر وهذا يغيظ أعداء الرحمن وأولياء الشيطان.

وفي هذا درس للمسلمين بأهمية الاجتماع ونبذ التفرق والاختلاف فإن الخلاف شرّ والاجتماع خير وقد أمرنا ربُّنا – جل وعلا- في كتابه الكريم بالاجتماع فقال سبحانه : ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)) (ال عمران : 103 ) وقال – سبحانه- : ((وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) ( الأنفال : 46).

  1. الحج يبرز الأخوة الإسلامية :

الأخوة بين المسلمين تَبْرزُ بشكل واضح في الحج وتختفي الفوارق بينهم. وُيرى بشكل واضح التعاون والتآلف والمحبة في أروع صورها فنجد أن القوي يعين الضعيف وربما حمله إن كان يستطيع حمله ونجد أن من يمتلك الطعام يطعم من لا طعام له، وكم هو مبهج ومفرح أن يرى المسلم مجموعات من الشباب والشيب وهم يستقبلون إخوانهم في مزدلفة بعد نفورهم من عرفة ويقدمون لهم الماء والعصير والطعام وهم يرددون: ((سبيل يا حاج)) ولا يعرف بعضهم بعضاً إلا بأنهم مسلمون فقط، فيرتسم في مخيلة كل مسلم ومسلمة حديث نبينا الكريم الذي حفظه الجميع وهو قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)) رواه مسلم.

  1. الإحرام يذكر بالكفن :

من المعلوم أن الرجل المسلم يُحرم في إزار ورداء ويسن أن يكونا أبيضين ويجب عليه قبل الإحرام أن يخلع المخيط فلا يلبس إلا هذا الرداء وذلك الإزار, ويستحب له الاغتسال والتطيب في بدنه قبل لبس ملابس الإحرام وهذا يذكر بالميت عند تغسيله وتكفينه فإنه عند موت المسلم يُغّسل ويطيب ويكفن بكفن ويستحب أن يكون أبيض ايضاً, غير أن هناك ثمّة فرقاً بين الحاج والميت فالحاج يستطيع أن يتوب ويدعو ربه ويتزود من العمل الصالح وأما الميت فهيهات هيهات وكذلك الحال بالنسبة لغير الحاج فباب التوبة مفتوح مادام الإنسان لا يزال حياً ما لم يحل به الموت فالتوبة لاتقبل عند الغرغرة وبلوغ الروح الحلقوم  .

5.الحج يذكر بيوم القيامة: 

فإن مسير الحجاج من منى إلى عرفات ومن عرفات إلى مزدلفة ثم إلى منى وهم يسيرون في وقت واحد وفي اتجاه واحد يذكر المسلم بيوم القيامة فقد شبه الله – تعالى- مسير الناس يوم القيامة بأنهم يسيرون وكأنهم يتجهون إلى عَلمٍ أو راية فقال – سبحانه- : ((يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ)) ( المعارج :43-44) قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى- : أي:يقومون من القبور إذا دعاهم الرب – تبارك وتعالى – لموقف الحساب ينهضون سراعاً كأنهم إلى نصب يوفضون,قال ابن عباس ومجاهد والضحاك:إلى علم يسعون, وقال أبو العالية ويحيى بن كثير:إلى غاية يسعون إليها. ومما لاشك فيه أن الموقف هنا يختلف فالحجاج لا ينتابهم خوف ولا هلع بينما يوم القيامة يبلغ بهم الخوف والهلع غايته إلاّ من استثناه الله – تعالى- من عباده المؤمنين.ولهذا وصف الله – تعالى- حال الناس يوم القيامة حين يرون القيامة بأنهم كالسكارى من شدّة خوفهم فقال – سبحانه وتعالى- : ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)) (الحج :1-2).

  1. التوحيد فيالحج والتأكيد على مخالفة المشركين:

لم يقتصر أمر النبي لأصحابه على تحقيق التوحيد في التلبية فقط، بل تعدى إلى الأمر بمخالفة المشركين فيما كانوا يفعلونه عند حجهم. فلقد نهى رسول الله عن تلبية المشركين بما كانوا يزيدونه في التلبية بقولهم: (لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك).وخالفهم في مواضع عدة منها أنه تجاوز الوقوف بمزدلفة ووقف في عرفات بأمر من ربه – عز وجل-.قالت عائشة – رضي الله عنها- : ((كانت قريش ومن دان دينها يقفون بمزدلفة وكانوا يسمون (الحُمس) وكان سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله – تعالى – نبيه أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها وذلك قوله – عز وجل- : ((ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ)) ( البقرة :199 )(متفق عليه) . ثم خالف المشركين عند دفعه من مزدلفة وذلك بدفعه بعدما أسفر جداً وقبل طلوع الشمس مخالفة لقريش الذين كانوا ينتظرون طلوع الشمس ويقولون: ((أشرق ثَبِيْر كيما نُغير)).ويقصدون بذلك جبل ثبير لأن الشمس تشرق من خلفه كما خالف النبي المشركين بعدم النزول في وادي (مُحسّر)؛ وذلك لأن الله – تعالى- قد حبس الفيل في هذا الوادي؛ ولأن قريشاً كانت تنزل فيه وتفتخر بأنسابها وأحسابها فخالفهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأمر الصحابة بالإسراع ولم ينزل في الوادي ولم يفعل ما كانت تفعله قريش.وهذا يدعو كل مسلم ومسلمة إلى الاعتزاز بدينه ومخالفة المشركين في أعمالهم .

  1. الحج يعلم الصبر على طاعة الله:

لكي يؤدي الحاج حجه، فإنه يعرض له الكثير من المشقة والتعب ويواجهه الكثير من الزحام والبقاء مدة طويلة في الانتظار وهذا يعودّه الصبر على طاعة الله – عز وجل- لاسيما والمسلم مأمور بالصبر على طاعة ربه – عز وجل-، وقد أمر ربُّنا – تبارك وتعالى – عباده بالصبر فقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) ( ال عمران :200 )، وقال – سبحانه وتعالى- حاضاً عباده المؤمنين على الصبر: ((يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)) سورة الزمر :10، وهذا الأمر يدعو كل مسلم إلى الصبر على طاعة الله – تعالى- في كل وقت حتى يفوز بالنعيم المقيم في جنات النعيم.

  1. الحج يعوّد المسلم على الدعاء :

ان الله قريب يجيب دعاء السائلين ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن فضل الله – تعالى- كبير وأنه – سبحانه وتعالى- يستجيب دعاء السائلين ويعتق عباده في يوم عرفة أكثر مما يعتقهم فيما سواه من الأيام فعن عائشة – رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:  ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة)) رواه مسلم، ولذلك حض النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على الدعاء لاسيما في يوم عرفة فقال : ((خير الدعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم 3274.

وإن اعتياد الحاج على الدعاء في هذه الأيام يجعله يعتاده فيما بعد ويشجع غير الحاج على دعاء الكريم – سبحانه- الذي وعد بإجابة الداعين فقال: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )) ( البقرة :186).

  1. الحج يكفر الذنوب ويوجب دخول الجنة:

وهذا درس عظيم وفائدة جليلة تدل على فضل الكريم – سبحانه- فأما تكفير الحج للذنوب فلقول النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : ((تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد)). رواه ابن ماجة والإمام أحمد، فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد وفي رواية ((فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة )) . ويدل أيضاً على تكفير الحج للذنوب قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) متفق عليه، ويرى جمهور العلماء وهو الصحيح إن شاء الله أن المغفرة مقتصرة على صغائر الذنوب بينما يرى بعضهم أنها تشمل حتى كبائر الذنوب .
وأما كون الحج سبب لدخول الجنة فلقول النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )) متفق عليه، ومن كرم الكريم – سبحانه- أنه يقبل الحج حتى من الصبي الصغير ويثيبه على ذلك وإن كان يلزمه أن يحج بعد البلوغ, لقول السائب بن يزيد –رضي الله عنه- : ((حج أبي مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في حجة الوداع وأنا ابن سبع سنين)) رواه البخاري، وعن ابن عباس – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لقي ركباً بالرَوحَاء فقال: ((من القوم)) قالوا:المسلمون.من أنت؟ قال:رسول الله,فرفعت امرأة صبياً فقالت:ألهذا حج؟ قال:نعم ولك أجر) رواه مسلم، وهذا بلا شك يدعو المسلمين إلى التنافس في الأعمال الصالحة والاستكثار من عمل الخير رغبة فيما عند الكريم – سبحانه وتعالى- .

كيف تصف رحلة الحج

توجهنا بالسؤال الى عدد من الحجاج عن رحلة الحج وكيف يصفونها فقد قالت الحاجة ام سعد: عندما ذهبت لزيارة بيت الله الحرام شعرت برهبة شديدة ولاسيما عندما رأيت الكعبة الشريفة ولمستها وقبَّلتها، وشعرت بشيء مختلف حيث حدثت لي رهبة شديدة وارتسمت على وجهي ابتسامة عريضة، وشعرت في الوقت نفسه أن أحدا يبتسم لي وكنت سعيدة للغاية بهذا الشعور.
وتابعت: نصحوني في استخدام الكرسي في أثناء الطواف، ولكن لم استخدمه، مضيفةً : ((طفت ولم أشعر بأي تعب، حتى وصلت إلى الكعبة الشريفة فلمستها وقبَّلتها)).

أما الحاج عبد الرزاق يقول : أنا لا استطيع وصف المشاعر التي شعرت بها عندما وقفت أمام سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، فتشعر بالطمأنينة والراحة النفسية فتذهب الهموم والمشاكل التي يعاني منها الكائن البشري؛ لذلك انا انصح من يتمتع بالقدرة المادية ان يذهب الى رحلة العمر .


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه