07 / 09 / 2014

شهر رمضان المبارك أبواب للخير وخارطة للطريق الصحيح...

صلاة، ودعاء، وزكاة ، وصلة الرحم، وكفالة اليتيم، وخدمة المسكين..

يوسف داخل، يحيى صالح

ميدان للخير ، وخارطة للطريق الصحيح ، يفتح الله فيه أبواب الخير والجنان ، وتتضاعف فيه الحسنات ، وتُغلق فيه أبوابُ النيران ، هذا هو شهر رمضان المبارك ، حيث قال – تعالى- : ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)) .

فوائد صحية للصيام

شهر رمضان شهر هدىً ورحمةً، وموعظةً وشفاءً لما في الصدور. فقال عنه: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58))) (يونس)

((قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ)) فصلت: 44، وقد اكتشف العلم الحديث السر في قوله – تعالى- : (( وأن تصوموا خير لكم )) ؟ إن الطب الحديث لم يعد يعتبر الصيام مجرد عملية إرادية يجوز للإنسان ممارستها أو الامتـناع عنها، فإنه وبعد الدراسات العلمية والأبحاث الدقيقة على جسم الإنسان ووظائفه الفسيولوجية ثبت أن الصيام ظاهرة طبيعية يجب للجسم أن يمارسها حتى يتمكن من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، وأنه ضروري جدا لصحة الإنسان تماما كالأكـل والتنفس والحركة والنوم .

ونشرت مجلة Le Farm actuelle الفرنسية الأسبوعية في عددها الأخير دراسة أجراها فريق يضم باحثين أميركيين وإيطاليين عن “كيفية استخدام الصيام في علاج بعض الأمراض”؛ مثل الأمراض المتعلقة بالأوعية الدموية والتي تصيب المخ كالألزهايمر والشلل الرعاش، وأثبتت أن الصيام لمدة يومين يخفض السعرات الحرارية، وهو ما يزيد من كمية الخلايا العصبية التي تنشط الأعصاب.

شهر رمضان شهر الخير والعطاء

يعدُّ مدير قسم الارشاد الاسلامي في ديوان الوقف السني الشيخ محمود الفلاحي ، شهر رمضان بانه محطة للخير في حياة الانسان المسلم ، لذلك ينبغي ان يكون في حياته شهراً ليس كبقية الشهور كما ان في حياة النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) كما قال سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) (( كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) اجود الناس , وكان اجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القران الكريم والرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حين يلقاه جبريل اجود بالخير من الريح المرسله )) متفق علية .

ويضيف الشيخ الفلاحي بان النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قد رسم المنهج المتغير في رمضان واعده خارطة طريق للخير لما لرمضان من خاصيه عند الله تعالى بين الشهور وحتى في جانب العبادة فقد خط لنفسه خطاً متميزاً في العبادة لما لرمضان من أفضلية متميزة كما قالت السيدة عائشة أم المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، (( كان رسول الله اذا دخل العشر أحيا الليل وايقظ أهله وشد المئزر )) متفق عليه .

وهذا التميز بالعبادة مثل التميز بالخير في حياة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

رمضان … تسابق مع الريح في ميدان الخير

وأضاف الشيخ الفلاحي بانه ينبغي للمسلم ان يضع لنفسه برنامجاً خاصاً في ميادين الخير خلال رمضان ، ومن مواطن الخير في رمضان :

اولا : فضل الصدقة فيه كما ورد في الحديث : ( افضل الصدقة صدقة في رمضان )

ثانيا : إفطار للصائم ففيه أفضلية متميزة كما ورد ( من فطّر صائماً فله أجره من غير ان ينقص من أجر الصائم شيئا )

ومضاعفة الأجر في رمضان المبارك يجعل المسلم يتسابق مع الريح في ميادين الخير مثل اطعام الطعام وصله الرحم وكفالة اليتيم وبر الأقارب وإكرام الجار وخدمة المسكين وقضاء الدين، والمصالحة وترك الشر بكل أنواعه واشكاله .

هذا رمضان فينبغي ان نرتقي بالمستوى في العبادة والخير لنؤدي حقه الشرعي الذي أراده الله منا .

رمضان … تثبيت للقلوب وتغيير نحو الأفضل

لقد تربصنا احد عشر شهراً بحلوها ومرها وصدئها وصقالها وفرحها وترحها، لقد تربصنا تلكم الشهور حتى تاقت النفوس واشرأبت الى محط رحال نلقي فيه احمالنا ونمسح ما على جباهنا من عرق. ، ونكفكف باعيننا من دموع، لقد كانت بنا حاجة الى وقت نثبت به قلوبنا، ونطفئ به ظمأها، ونسقي زرعها الى ان بلغنا الله هذا الضيف الكريم، فاحتضناه احتضان الأم لولدها لنطرح فيه همومنا، وكدنا ، وكدحنا عند أول عتبة من اعتابه ، لنستجلب من جنباته مادة النماء، ونعيد فيه ترتيب أوراقنا وقراءة ما بين السطور فيها بتمعن وتدبر، لنفهم كيف نواصل السير بأيسر الطرق، وأرقاها الى ما يرضي خالقنا ومولانا ، بهذه الكلمات الجميلات بدأ الشيخ حاتم المشهداني كلامه حينما سالناه عن شهر رمضان ، واصفاً شهر رمضان شهر الرحمة، والبركة والغفران، شهر الروحانية، والتدبر، والإنابة، شهر ضياء المساجد والتسبيح والذكر والمحامد، شهر من ضيعه فهو لما سواه أضيع، شهر تبرز فيه مظاهر الطاعة، والتدين، ومحاسبة النفس، والبحث عن التغيير من السيئ الى الحسن ومن الفاضل الى الافضل، شهر تسمو فيه الروح التي تكبح جماح النفس عن نزواتها، وتحد من هفواتها وشطحاتها القلبية، والبطنية، والفرجية والعقلية، وتكون اكثر استعدادا لقبول نفحات خالقها – جل وعلا-، وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ((اذا دخل شهر رمضان فُتِحَتْ أبواب الجنة، وغلقت أبواب النيران، وصفدت فيه الشياطين)) ، وفي حديث اخر بان رسول الله ( صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ) صعد المنبر ذات مرة فقال: ((آمين آمين آمين)) قيل: يا رسول الله، انك حين صعدت المنبر قلت: آمين آمين آمين! قال: ((ان جبريل اتاني فقال من ادرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فابعده الله، قل آمين، فقلت آمين)) .

ويشير الشيخ حاتم بان ابواب الخير في رمضان كثيرة ، فمن هذه الأبواب قراءة القرآن هذا القران العظيم الذي أنزل في شهر رمضان هذا الكتاب الخالد الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حميد، كلام الله الذي حفظه من كل زيغ وتحريف ، قال – تعالى-: ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)) (الاسراء: 9) ، ومن أبواب الخير الأخرى هو التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح ، قال – تعالى-: ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)) (البقرة: 152) فذكر الله من افضل العبادات ومن افضل القربات به ترفع الكربات، وبه تزداد الحسنات وبه تغفر السيئات، فلا يلهكم عن ذكره شيء.

قال الله – تعالى-: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ)) (المنافقون:9)

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ((كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمان، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)) متفق عليه .

ومن أبواب الخير في شهر رمضان التي يذكرها الشيخ حاتم هو الدعاء والتضرع الى الباري – تبارك وتعالى-.

قال – عز من قائل-: ((ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)) (الاعراف: 55) فهذا أمر من الباري – تبارك وتعالى- الى عباده المؤمنين بدعائه، والالتجاء إليه، وطلب رحمته، ورضوانه؛ لأنه – جل وعلا- عالم بكل حال وعالم بالاسرار يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فهو يجيب الدعوات ويقيل العثرات قال – تعالى -: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)) (البقرة: 186)

وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ((أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه- فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء- ينظر الله – تعالى- الى اننا منكم فيه- يباهي بكم الملائكة فشمروا ساعد الجد في هذا الشهر المبارك، وتنافسوا في العمل الصالح وأكثروا فيه من الدعاء، والذكر، وقراءة القران فان الله يباهي بكم الملائكة فأروا الله من انفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله.

فمرحباً بشهرٍ أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.

رمضان … فرصة لا تعوض

اما الدكتور جاسم رمضان من الجامعة العراقية فقد قال : إنَّ شهر رمضان من الاشهر المقدسة لدى المسلمين ، فهذا الشهر تنتظرة الامة الاسلامية بشوق كبير؛ لأنه الشهر الذي انزل فيه القران الكريم لذلك علينا استغلال هذا الشهر بالطاعة والدعاء من أجل الحصول على رضى الله سبحانه وتعالى ، مضيفا بان من السلبيات التي تقع فيها العائلة العراقية هو متابعة البرامج التلفازية والمسلسلات التي فيها مضيعةً للوقت، ومعصية للرب .

رمضان … ايام معدودة وغنائم كبيرة

الدكتور عبد الكريم الفراجي يقول: إنَّ ابواب الخير في هذا الشهر الكريم كثيرة وهذا الشهر الفضيل يعلم الانسان الصبر على ملذات هذه الدنيا الفانية ومن تلك الأبواب هو الانفاق على الايتام، والمساكين فهي من أفضل الأبواب للتقرب الى الله ، وكذلك صلة الرحم ، داعياً الأُسرَ الى تخصيص وقت معين يتم فيه قراءة القران الكريم، والسيرة النبوية العطرة، والاكثار من الاستغفار.


X أرشيف مطبوعات الديوان


مجلة الرسالة الاسلامية



مجلة عيون الديوان



مجلة بنت الاسلام



مجلة الامة الوسط



مجلة والذين معه